423 - وروى ابن ديزيل في كتاب صفين عن سيف الضبي عن الصعب بن حكيم بن شريك بن نملة المحاربي عن أبيه عن جده شريك قال: كان الناس من أهل العراق وأهل الشام يقتتلون أيام صفين ويتزايلون فلا يستطيع الرجل أن يرجع إلى مكانه حتى يسفر الغبار عنه، فاقتتلوا يوما وأسفر الغبار فإذا علي عليه السلام تحت رايتنا يعني بني محارب فقال: هل من ماء؟ فأتيته بإداوة فخنثتها له ليشرب فقال: لا إنا نهينا أن نشرب من أفواه الأسقية ثم علق سيفه وإنه لمخضب بالدم من ظبته إلى قائمه فصببت له على يديه فغسلهما حتى أنقاهما ثم شرب بيديه حتى إذا روى رفع رأسه ثم قال: أين مضر؟ فقلت:
أنت فيهم يا أمير المؤمنين فقال: من أنتم بارك الله فيكم: فقلنا: نحن بنوا محارب فعرف موقفه ثم رجع إلى موضعه.
قال ابن أبي الحديد (1) خنثت الإداوة إذا ثنيت فاها إلى خارج. وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن اختناث الأسقية لان رجلا اختنث سقاء فشرب فدخل إلى جوفه حية كانت في السقاء.
424 - قال: وروى نصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أبي رجاء عن أسماء بن حكيم الفزاري قال: كنا بصفين مع علي تحت راية عمار بن ياسر ارتفاع الضحى وقد استظللنا برداء أحمر (2) إذ أقبل رجل فقال: أيكم عمار بن ياسر؟ فقال: أنا عمار. قال: أبو اليقظان؟ قال: نعم قال: إن لي إليك حاجة فأنطق بها سرا أو