بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٨٨
يبارز؟ فخرج إليه الحارث بن الجلاح فقتله، ثم نادى: من يبارز؟ فخرج إليه عائذ بن مسروق الهمداني فقتله ثم رمى بأجسادهم بعضها فوق بعض ونادى من يبارز؟.
فخرج إليه علي عليه السلام وناداه: ويحك يا كريب إني أحذرك الله وبأسه ونقمته وأدعوك إلى سنة الله وسنة رسوله ويحك لا يدخلنك معاوية النار فكان جوابه أن قال: ما أكثر ما قد سمعت منك هذه المقالة ولا حاجة لنا فيها أقدم إذا شئت من يشتري سيفي وهذا أثره. فقال علي: ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم مشى إليه فلم يمهله أن ضربه ضربة خر منها قتيلا يتشحط في دمه.
ثم نادى من يبارز فبرز إليه الحارث بن وداعة الحميري فقتل الحارث ثم نادى من يبارز؟ فبرز إليه المطاع بن المطلب القيني فقتل مطاعا ثم نادى من يبرز؟ فلم يبرز إليه أحد فنادى * (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) * [194 / البقرة: 2] يا معاوية هلم إلي فبارزني ولا يقتلن الناس فيما بيننا.
فقال عمرو بن العاص: اغتنمه منتهزا قد قتل ثلاثة من أبطال العرب وإني أطمع أن يظفرك الله به!! فقال معاوية: والله لن تريد إلا أن أقتل فتصيب الخلافة بعدي اذهب إليك فليس مثلي يخدع.
قال نصر: وخطب عبد الله بن العباس في هذا اليوم وقال بعد الحمد والثناء والشهادة بالتوحيد والرسالة:
وقد ساقنا قدر الله إلى ما ترون حتى كان مما اضطرب من حبل هذه الأمة وانتشر من أمرها أن معاوية بن أبي سفيان وجد من طغام الناس أعوانا على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصهره وأول ذكر صلى معه بدري قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله كل مشاهده التي منها الفضل ومعاوية مشرك يعبد الأصنام والذي ملك الملك وحده وبان به وكان أهله لقد قاتل علي بن أبي طالب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول " صدق الله ورسوله " ومعاوية يقول: " كذب الله ورسوله ".
(٤٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447