بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٣٨١
السلام) كثر قول الناس في التهمة لجرير في أمر معاوية فاجتمع جرير والأشتر عند علي (عليه السلام) فقال الأشتر: أما والله يا أمير المؤمنين لو كنت أرسلتني إلى معاوية لكنت خيرا لك من هذا الذي أرخى من خناقه وأقام عنده حتى لم يدع بابا يرجو روحه إلا فتحه أو يخاف غمه الا سده.
فقال جرير: والله أو أتيتهم لقتلوك - وخوفه بعمرو، وذي الكلاع وحوشب - وقد زعموا أنك من قتلة عثمان.
فقال الأشتر: لو أتيته والله يا جرير لم يعييني جوابها ولم يثقل علي محملها ولحملت معاوية على خطة أعجله فيها عن الفكر قال: فأتهم إذا. قال: الآن وقد أفسدتهم ووقع بيننا الشر؟
وعن الشعبي قال: اجتمع جرير والأشتر عند علي (عليه السلام) فقال الأشتر: أليس قد نهيتك يا أمير المؤمنين أن تبعث جريرا وأخبرتك بعداوته وغشه وأقبل الأشتر يشتمه ويقول: يا أخا بجيلة إن عثمان اشترى منك دينك بهمدان والله ما أنت بأهل أن تمشي فوق الأرض حيا إنما أتيتهم لتتخذ عندهم يدا بمسيرك إليهم ثم رجعت إلينا من عندهم تهددنا بهم وأنت والله منهم ولا أرى سعيك إلا لهم ولئن أطاعني فيك أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحبسنك وأشباهك في محبس لا تخرجون منه حتى تستبين من هذه الأمور ويهلك الله الظالمين.
قال: فلما سمع جرير ذلك لحق بقرقيسا ولحق به أناس من قيس ولم يشهد صفين من قيس (1) غير تسعة عشر رجلا ولكن أحمس (2) شهدها منهم سبعمائة رجل.

(١) هذا هو الصواب، وفي أصلي في الموردين: " قيس ". وقسر - بفتح القاف -: هم بنو بجيلة رهط جرير بن عبد الله البجلي.
(١) بنو أحمس هم من بطون بجيلة بن أنمار بن نزار. وكانت بجيلة في اليمن. كذا في هامش كتاب صفين عن كتاب المعارف 29 و 46.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447