وكتب إليه محمد بن مسلمة أما بعد فقد اعتزل هذا الامر من ليس في يده من رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الذي في يدي فقد أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما هو كائن قبل أن يكون فلما كان كسرت سيفي وجلست في بيتي واتهمت الرأي على الدين إذا لم يصلح لي معروف آمر به ولا منكر أنهى عنه ولعمري ما طلبت إلا الدنيا ولا اتبعت إلا الهوى فإن تنصر عثمان ميتا فقد خذلته حيا فما أخرجني الله من نعمة ولا صيرني إلى شك.
إلى آخر ما كتب.
قال: وروى صالح بن صدقة عن إسماعيل بن زياد عن الشعبي أن عليا (عليه السلام) قدم من البصرة مستهل رجب وأقام بها سبعة عشر شهرا يجري الكتب فيما بينه وبين معاوية وعمرو بن العاص.
وفي حديث محمد بن عبيد الله عن الجرجاني قال: لما قدم عبيد الله بن عمر على معاوية بالشام أرسل معاوية إلى عمرو بن العاص فقال: يا عمرو إن الله قد أحيا لك عمر بن الخطاب بالشام بقدوم عبيد الله بن عمر، وقد رأيت أن أقيمه خطيبا فيشهد على علي بقتل عثمان وينال منه؟ فقال: الرأي ما رأيت. فبعث إليه فأتاه فقال له يا ابن أخ إن لك اسم أبيك فانظر بملأ عينيك وتكلم بكل فيك فأنت المأمون المصدق فاصعد المنبر فاشتم عليا واشهد عليه أنه قتل عثمان.
فقال: يا أمير المؤمنين أما شتمي له فإنه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم فما عسى أن أقول في حسبه، وأما بأسه فهو الشجاع المطرق وأما أيامه فما قد عرفت ولكني ملزمه دم عثمان!! فقال عمرو: إذا والله قد نكأت القرحة.
فلما خرج عبيد الله قال معاوية: أما والله لولا قتلة الهرمزان ومخافة علي على نفسه ما أتانا أبدا ألم تر إلى تقريظه عليا.
فلما قام [عبيد الله] خطيبا تكلم بحاجته حتى إذا أتى إلى أمر علي