بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٤٣
خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه، وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره، وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره، قال: قلت:
ثم ماذا؟ قال ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة " (1).
ثم قال: الصدع مفتوحة الدال من الرجال الشاب المعتدل، ويقال الصدع الربعة في خلقة الرجل بين الرجلين، وقوله: " هدنة على دخن " معناه صلح على بقايا من الضغن، وذلك أن الدخان أثر النار يدل على بقية منها، وقال أبو عبيد أصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب أو غير ذلك كدورة إلى سواد، وفي .

(١) تراه في مشكاة المصابيح ص ٤٦١ ولفظه: وعن حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدر كنى، قال: قلت: يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني ان أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين امامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا امام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
قال: وفى رواية لمسلم قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس، قال حذيفة: قلت كيف أصنع يا رسول الله أن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع الأمير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع و أطع.
أقول: والحديث متفق عليه في صحيح مسلم والبخاري، راجع صحيح البخاري كتاب الفتن ١١، كتاب المناقب ٢٥ و ٦٥، صحيح مسلم كتاب الامارة الحديث ٥١، سنن أبي داود كتاب الفتن الرقم 1، مسند الإمام ابن حنبل ج 5 ص 386، 391، 399، 403، 404، 406
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست