بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٤٢
فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم من الرجال، فقلت: من هذا؟ فقال القوم: أما تعرفه؟
فقلت: لا، فقالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فقعدت إليه فحدث القوم فقال: كان الناس يسألون رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه فقال: سأحدثكم بما أنكرتم، إنه جاء أمر الاسلام فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية، وكنت أعطيت من القرآن فقها، وكان رجال يجيئون فيسألون النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: أنا يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر؟ قال نعم، قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف، قال: قلت: وما بعد السيف بقية؟ قال: نعم، يكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم تفشو رعاة الضلالة، فان رأيت يومئذ خليفة عدل فالزمه، وإلا فمت عاضا على جذل شجرة (1).
بيان -: الجهم العاجز الضعيف، وروى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة هذه الرواية عن اليشكري هكذا:
" خرجت زمن فتحت تستر حتى قدمت الكوفة، ودخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال، حسن الثغر، يعرف فيه أنه رجل من أهل الحجاز، قال: فقلت من الرجل؟ فقال القوم: أو ما تعرفه؟ قلت لا قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فقعدت، وحدث القوم فقال:
إن الناس كانوا يسألون النبي (صلى الله عليه وآله) عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم: سأخبركم بما أنكرتم من ذلك، جاء الاسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية فكنت قد أعطيت فهما في القرآن، فكان رجال يجيئون ويسألون عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، قلت: يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال: نعم، قلت فما العصمة يا رسول الله قال (صلى الله عليه وآله):
السيف، قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم أمارة على أقذاء، وهدنة على دخن، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم ينشأ رعاة الضلالة، فإن كان لله في الأرض .

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 224
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست