بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣١٤
وعن حبيب بن أبي ثابت قال: قال سلمان يومئذ: أصبتم ذا السن منكم و أخطأتم أهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان، ولأكلتموها رغدا.
وروى أيضا عن غسان بن عبد الحميد قال: لما أكثر في تخلف علي (عليه السلام) عن بيعة أبي بكر، واشتد أبو بكر وعمر عليه في ذلك، خرجت أم مسطح بن أثاثة (1) فوقفت عند القبر، وقالت:
كانت أمور وأنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إلى آخر الأبيات المعروفة (2).
وروى أيضا منه عن أبي الأسود قال: غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبى بكر بغير مشورة، وغضب علي (عليه السلام) والزبير، فدخلا بيت فاطمة (عليها السلام) معهما السلاح فجاء عمر في عصابة منهم أسيد بن حضير، وسلمة بن سلامة بن وقش، وهما من بني عبد الأشهل، فصاحت فاطمة (عليها السلام) وناشدتهم الله فأخذوا سيفي علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم، وقال إن بيعتي أنت فلتة وقى الله شرها وخشيت الفتنة، و أيم الله ما حرصت عليها يوما قط، ولقد قلدت أمرا عظيما مالي به طاقة، ولا يدان ولوددت أن أقوى الناس عليه مكاني، وجعل يعتذر إليهم، فقبل المهاجرون عذره..

(١) أم مسطح هي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصى تزوجها أثاثة بن عباد بن المطلب فولدت له مسطحا من أهل بدر وهندا وأسلمت أم مسطح فحسن اسلامها وقد نسب هذه الاشعار مع ثلاثة أبيات غيرها إلى هند بنت أثاثة راجع طبقات ابن سعد ٨ / ١٦٦ ٢ ق ٢ / ٦٧، ونسبه الباقر (عليه السلام) إلى صفية بنت عبد المطلب على ما أخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / 39 قال رواه الطبراني واسناده حسن.
(2) وبعده على ما في المصدر 1 / 132 و ج 2 / 17:
انا فقد ناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست