بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣١٧
ثم قال ابن أبي الحديد فأما امتناع علي (عليه السلام) من البيعة حتى اخرج على الوجه الذي أخرج عليه، فقد ذكره المحدثون، ورواة السير، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين، وقد ذكر غيره من هذا النحو مالا يحصى كثرة.
فأما الأمور الشنيعة المستهجنة التي يذكرها الشيعة من إرسال قنفذ إلى بيت فاطمة (عليها السلام) (1) وأنه ضربها بالسوط، فصار في عضدها كالدملج، وبقي أثره إلى أن ماتت، وإن عمر أضغطها بين الباب والجدار، فصاحت وا أبتاه يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وألقت جنينا ميتا (2) وجعل في عنق علي (عليه السلام) حبلا يقاد به، وهو يعتل، و

(١) حديث ارسال قنفذ، رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١٩ وقد مر نصها ص ٢٢٠ لكنه لم يذكر ضربها بالسوط، ومعلوم أن ابن قتيبة أسقط شطرا من الحديث، كما أن سائر المحدثين على عمد لم يذكروا قنفذا في حديث السقيفة ولا البيعة أبدا.
(٢) مر في ص ٢٠٤ نقلا عن الملل والنحل للشهرستاني: ٨٣ ط مصر أنه نقل عن النظام قوله: " ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين (المحسن) من بطنها وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها وما كان في الدار غير على وفاطمة والحسن والحسين " وهكذا مر في ص ٢٧١ ما يسلم لنا أن جنينا في بطنها قد سقط في حوادث البيعة والهجوم على دارها، كما سيجئ عن شارح النهج نفسه تحت الرقم ٥٣ نقلا عن شيخه أبى جعفر النقيب.
فلو لا ذلك، لم يكن أبو بكر نفسه يقول في مرضه الذي مات فيه " وددت أنى لم أكن أكشف عن بيت فاطمة، وتركته ولو أغلق على حرب " وكلامه هذا رواه أصحاب السير ورواه شارح النهج نفسه عن كامل المبرد في ج ١ / ١٣٠ راجع تاريخ الطبري ٣ / ٤٣٠، كنز العمال ٣ / 132 منتخبه 2 / 171 بهامش المسند، العقد الفريد 2 / 254، الأموال لأبي عبيد 131 الإمامة والسياسة 1 / 24، مروج الذهب 2 / 301 ولفظه " فوددت أنى لم أكن فتشت بيت فاطمة، وذكر في ذلك كلاما كثيرا ". فترى ما هو الكلام الكثير الذي أشار إليه المسعودي الناقد البصير؟ وكيف يقول اليعقوبي على ما مر نصه ص 252 " ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت: " والله لتخرجن أولا كشفن شعري ولا عجن إلى الله " أفتكون السيدة المطهرة تريد أن تكشف شعرها من دون مصيبة نزلت بها؟
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 321 322 323 ... » »»
الفهرست