بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٢٦
عقتك عقاق أنفست على ابن عمك الامارة؟ فقال أسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه: والله لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبدا، فقاموا فبايعوا أبا بكر، فانكسر على سعد بن عبادة والخزرج ما اجتمعوا عليه، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب (1).
ثم حمل سعد بن عبادة إلى داره فبقي أياما فأرسل إليه أبو بكر ليبايع; فقال:
لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي ما أطاعني وأقاتلكم بأهل بيتي، ومن تبعني، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي، فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع، فقال بشير بن سعد: إنه قد لج وليس بمبايع لكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله، وطايفة من عشيرته، ولا يضركم تركه، إنما هو رجل واحد، فتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقويت بهم جانب أبي بكر، وبايعه الناس (2) ثم قال: وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز، عن أحمد بن إسحاق بن صالح عن عبد الله بن عمر، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد قال: لما توفى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، فقال الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير، إنا والله لا ننفس هذا الامر عليكم أيها الرهط ولكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم، فقال عمر بن الخطاب إذا كان ذلك، فمت إن استطعت، فتكلم أبو بكر فقال: نحن الامراء وأنتم الوزراء والامر بيننا نصفان كقد الأبلمة، فبويع وكان أول من بايعه بشير بن سعد والد النعمان بن بشير.
فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم قسما بين نساء المهاجرين والأنصار فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا .

(1) أسقط الشارح من هنا شطرا من حديث الطبري مما كان يزرى بمذهبه، راجع نصه تحت الرقم 56 ص 336.
(2) شرح النهج 1 / 127 - 128
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست