بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٤٣
السلطنة والمالكية والعظمة، وبمعنى ما يملك، والضم في الأول أشهر، فيحتمل أن يكون المراد عند ذكره، وعند إرجاع الضمير إليه معا هو الأول، ويمكن إرادة الأول عند الذكر، والثاني عند الارجاع على الاستخدام، ويمكن إرجاع الضمير إليه تعالى لتكون الإضافة إلى الفاعل، لكنه لا يلائم ما بعدها، والحاصل على التقادير أن سلطنته تعالى ليس بخلق الأشياء لغناه عنها، بل بقدرته على خلقها وخلق أضعافها، وهي لا تنفك عنه تعالى، وفيه رد على القائلين بالقدم، ودلالة هذه الفقرات على الحدوث ظاهرة " بلا حياة " أي زائدة بل بذاته " ولاحد " أي من الحدود الجسمية يوصف ويعرف بها، أو من الحدود العقلية المركبة من الجنس والفصل ليعرف به، إذ كنه الأشياء يعرف بحدودها كما هو المشهور، ففيه استدلال على عدم إمكان معرفة كنهه تعالى والأول أظهر " ولا يضعف " وفي بعض النسخ ولا يصعق قال الجوهري: صعق الرجل أي غشي عليه، والذعر بالضم الخوف وبالتحريك الدهش " بغير قوة من خلقه " أي بأن يتقوى بمخلوقاته كما يتقوى الملوك بجيوشهم وخزاينهم، وبغير قوة زايدة قائمة به، وهذه القوة تكون مخلوقة له، فيكون محتاجا إلى مخلوق ممكن، وهو ينافي وجوب الوجود " حذق الناظرين " قال الجوهري حدقة العين سوادها الأعظم، والجمع حدق وحداق " ولا يحيط بسمعه " كأنه مصدر مضاف إلى المفعول، والمعنى أنه تعالى ليس من المسموعات كما أن الفقرة السابقة دلت على أنه ليس من المبصرات ويمكن أن يراد أنه لا يحيط سمع جميع السامعين بمسموعاته " ولا مظاهرة " أي معاونة " ولا مخابرة " المخابرة في اللغة المزارعة على النصف، ولعل المراد نفي المشاركة، أي لم يشاركه أحد في الخلق ويحتمل أن يكون مشتقا من الخبر بمعنى العلم أو الاختيار.
" أرسله بالهدى " أي بالحجج والبينات والدلايل والبراهين " ودين الحق " وهو الاسلام وما تضمنه من الشرايع " ليظهره على الدين كله " الضمير في ليظهره للدين الحق اي ليعلي دين الاسلام على جميع الأديان بالحجة والغلبة والقهر
(٢٤٣)
مفاتيح البحث: الخوف (1)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست