بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٤٦
" أما والبيت والمفضي إلى البيت " قال الجوهري: الفضاء الساحة، وما اتسع من الأرض، يقال أفضيت إذا خرجت إلى الفضاء وأفضيت إلى فلان سري، وأفضى الرجال إلى امرأته باشرها، وأفضى بيده إلى الأرض إذا مسها بباطن راحته في سجوده انتهى.
فيحتمل أن يكون المراد القسم بمن يدخل في الفضاء أي الصحراء متوجها إلى البيت أي الحاج والمعتمر أو من يفضي أسراره إلى البيت أي إلى ربه ويدعو الله عند البيت، أو من يفضي الناس إلى البيت ويوصلهم إلى الله، وهو الله تعالى أو على صيغة المفعول أي الحاج الواصلين إلى البيت أو من الافضاء على بناء الفاعل بمعنى مس الأرض بالراحة أي المستلمين بأحجار البيت أو من يفضى إلى الأرض بالسجود في أطراف الأرض متوجها إلى البيت، وقال في النهاية في حديث دعائه للنابغة لا يفضي الله فاك ومعناه أن لا يجعله فضاء لا سن فيه، والفضاء الخالي الفارغ الواسع من الأرض انتهى.
فيحتمل أن يكون المراد من جعل من أربعة جوانب فضاء غير معمور إلى البيت ليشق على الناس قطعها فيكثر ثوابهم، وهو الله تعالى " والخفاف إلى التجمير " التجمير رمى الجمار، والخفاف إما جمع الخف أي خف الانسان إذ خف البعير لا يجمع على الخفاف، بل على أخفاف، والمراد أثر الخفاف وأثر أقدام الماشين إلى التجمير أو جمع الخفيف أي السايرين بخفه وشوق إلى التجمير، وفيه دلالة على جواز الحلف بشعائر الله وحرماته، وسيأتي الكلام فيه في كتاب الايمان إنشاء الله تعالى.
" لولا عهد عهده " هو ما ورد في الأخبار المتواترة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى إليه (عليه السلام) أنك إن لم تجد ناصرا (1) فوادعهم وصالحهم حتى تجد أعوانا، وأيضا .

(1) ومن ذلك قوله (عليه السلام) في الشقشقية: " أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لا لقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها "
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست