بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٩٦
فدعها، فلما دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ورأته قد شج في وجهه وادمي فوه إدماء صاحت وجعلت تمسح الدم، وتقول: اشتد غصب الله على من أدمى وجه رسول الله، وكان يتناول في يده (1) رسول الله صلى الله عليه وآله ما يسيل من الدم فيرميه (2) في الهواء فلا يتراجع منه شئ.
قال الصادق عليه السلام: والله لو سقط (3) منه شئ على الأرض لنزل العذاب.
قال أبان بن عثمان: حدثني بذلك عنه الصباح بن سيابة، قال: قلت:
كسرت رباعيته كما يقوله هؤلاء؟ قال: لا والله ما قبضه الله إلا سليما، ولكنه شج في وجهه، قلت: فالغار في أحد الذي يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله صار إليه، قال:
والله ما برح مكانه، وقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال: " اللهم اهد قومي (4) ".
ورمى رسول الله صلى الله عليه وآله ابن قميئة بقذافة فأصاب كفه حتى ندر السيف من يده، وقال خذها مني وأنا ابن قميئة (5)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أذلك الله و أقمأك (6) " وضربه عتبة بن أبي وقاص بالسيف حتى أدمى فاه، ورماه عبد الله بن شهاب بقلاعة فأصاب مرفقه، وليس أحد من هؤلاء مات ميتة سوية، فأما ابن قميئة فأتاه تيس وهو نائم بنجد فوضع قرنه في مراقه ثم دعسه فجعل ينادي: وا ذلاه حتى أخرج قرنيه من ترقوته.
وكان وحشي يقول: قال لي جبير بن مطعم: وكنت عبدا له إن عليا قتل عمي يوم بدر، يعني طعيمة، فإن قتلت محمد فأنت حر، وإن قتلت عم محمد فأنت حر وان قتلت ابن عم محمد فأنت حر، فخرجت بحربة لي مع قريش إلى أحد أريد العتق

(1) خلى المصدر عن قوله في يده.
(2) في المصدر ويرمى به.
(3) " ": لو نزل.
(4) زاد في المصدر: فإنهم لا يعلمون.
(5) في نسخة المصنف: ابن قمية. وهو المصحف وكذا فيما يأتي.
(6) أقمأه أي أذله.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست