بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٨٠
عليه السلام فيها كما كانت بيده يوم بدر، فصار اللواء إليه يؤمئذ دون صاحب الراية واللواء جميعا، وكان الفتح له في هذه الغزاة كما كان له ببدر سواء، واختص بحسن البلاء فيها والصبر وثبوت القدم عندما زلت من غيره الاقدام، وكان له العناء برسول الله صلى الله عليه وآله (1) ما لم يكن لسواه من أهل الاسلام، وقتل الله بسيفه رؤوس أهل الشرك و الضلال وفرج الله به الكرب عن نبيه صلى الله عليه وآله، وخطب بفضله في ذلك المقام جبرئيل عليه السلام في ملائكة الأرض والسماء، وأبان نبي الهدي صلى الله عليه وآله من اختصاصه به ما كان مستورا عن عامة الناس.
فمن ذلك ما رواه يحيى بن عمارة قال: حدثني الحسن بن موسى بن رياح مولى الأنصار قال: حدثني أبو البختري القرشي قال: كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب، ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله، فصارت راية قريش وغيرها إلى النبي صلى الله عليه وآله فأقرها في بني هاشم فأعطاها (2) رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام في غزاة ودان (3)، وهي أول غزاة حمل (4) فيها راية في الاسلام مع النبي صلى الله عليه وآله، ثم لم تزل معه في المشاهد ببدر وهي البطشة الكبرى، وفي يوم أحد، وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاها (5) رسول الله صلى الله عليه وآله مصعب بن عمير، فاستشهد، ووقع اللواء من يده فتشوقته القبائل، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فجمع له يومئذ الراية واللواء، فهما إلى اليوم في بني هاشم.

(1) الفناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله خ ل. أقول: هذا هو الصواب. وفى المصدر:
وكان له من العناء.
(2) وأعطاها خ ل.
(3) ودان بالفتح وتشديد الدال: قرية جامعة بين مكة والمدينة من نواحي الفرع: بينها وبين هرشى ستة أميال: وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال قريبة من الجحفة.
(4) وهي أول غزوة حملت خ ل.
(5) فأعطاه خ ل.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست