بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٧٩
من السهم، وجعل يروغ من السهم يمنة ويسرة، والسهم يتبعه حيثما راغ حتى سقط السهم في رأسه، فسقط المشرك ميتا. فأنزل الله " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " (1).
وكان أبو غرة (2) الشاعر حضر مع قريش يوم بدر [و] يحرض قريشا بشعره على القتال، فاسر في السبعين الذين أسروا، فلما وقع الفداء على القوم قال أبو غرة (3): يا أبا القاسم تعلم أني رجل فقير فامنن على بناتي، فقال: أطلقك (4) بغير فداء ألا تكثر علينا بعدها، قال: لا والله، فعاهده على أن لا يعود، فلما كان حرب أحد دعته قريش إلى الخروج معها ليحرض الناس بشعره على القتال، فقال إني عاهدت محمدا أن لا أكثر عليه بعد ما من علي، قالوا: ليس هذا من ذلك، إن محمدا لا يسلم منا في هذه الدفعة، فغلبوه على رأيه (5)، فلم يؤسر يوم أحد من قريش غيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألم تعاهدني؟ قال: إنهم (6) غلبوني على رأيي فامنن على بناتي، قال: " لا، تمشي بمكة وتحرك كتفيك وتقول: سخرت من محمد مرتين " [فقال رسول الله صلى الله عليه وآله]: " المؤمن لا يلسع من جحر مرتين " يا علي اضرب عنقه (7).
بيان: راغ: مال وحاد.
17 - الإرشاد: ثم تلت بدرا غزاة أحد، وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وآله بيد أمير المؤمنين

(١) الأنفال: ١٧.
(2) هكذا في النسخ، والصحيح: أبو عزة. وقد تقدم.
(3) هكذا في النسخ، والصحيح: أبو عزة. وقد تقدم.
(4) ان أطلقك خ ل.
(5) فخرج يسير في تهامة ويدعو بنى كنانة ويقول:
إيها بنى عبد مناة الرزام * أنتم حماة وأبوكم حام لا تعدوني نصركم بعد العام لا تسلموني لا يحل اسلام قاله ابن هشام في السيرة.
(6) إنما غلبوني خ ل.
(7) لم نجد الحديث في الخرائج، وقد ذكرنا سابقا أن الخرائج المطبوع كأنه مختصر من الخرائج.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست