بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٧١
والجراحات حتى انكسر سيفه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن الرجل يقاتل بسلاحه وقد انكسر سيفي، فأعطاه عليه السلام سيفه ذا الفقار، فما زال يدفع به عن رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اثر وانكر (1)، فنزل عليه جبرئيل وقال: يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي عليه السلام لك، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما، وسمعوا دويا من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
قال الصدوق رحمه الله: قول جبرئيل: وأنا منكما تمنى منه لان يكون منهما، فلو كان أفضل منه لم يقل ذلك، ولم يتمن أن ينحط عن درجته إلى أن يكون ممن دونه، وإنما قال: وأنا منكما ليصير ممن هو أفضل منه، فيزداد محلا إلى محله وفضلا إلى فضله (2).
بيان: قوله: حتى اثر على بناء المجهول، أي أثر فيه الجراحة، وانكر أيضا على بناء المجهول، أي صار بحيث لم يكن يعرفه من يراه من قولهم: أنكره:
إذا لم يعرفه.
8 - أمالي الطوسي: المفيد، عن محمد بن المظفر البزاز، عن أحمد بن عبيد العطاردي، عن أبي بشر بن بكير، عن زياد بن المنذر، عن أبي عبد الله مولى بني هاشم، عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان يوم أحد شج النبي صلى الله عليه وآله في وجهه، وكسرت رباعيته فقام صلى الله عليه وآله رافعا يديه يقول: إن الله اشتد غضبه على اليهود أن قالوا: العزير (3) ابن الله، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن الله، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي، وآذاني في عترتي (4).
9 - أمالي الطوسي: المفيد، عن علي بن مالك النحوي، عن أحمد بن عبد الجبار، عن

(1) في المصدر: وانكسر.
(2) علل الشرائع: 14.
(3) في المصدر: عزير بلا حرف تعريف.
(4) امالي ابن الشيخ: 88.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست