بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٧٣
فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله معه عشرة فيهم أبو دجانة سماك بن خرشة وسهل بن حنيف فأدركوهم قبل أن يلجوا (1) الحصن، فقتلوهم وجاؤا برؤوسهم إلى النبي صلى الله عليه وآله، فأمر أن تطرح في بعض آبار بني حطمة (2)، وكان ذلك سبب فتح حصون بني النضير.
وفي تلك الليلة قتل كعب بن الاشراف، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وآله أموال بني النضير، وكانت أول صافية قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين الأولين، وأمر عليا عليه السلام فحاز ما لرسول الله صلى الله عليه وآله منها فجعله صدقة، وكان في يده مدة (3) حياته ثم في يد أمير المؤمنين عليه السلام بعده، وهو في ولد فاطمة عليها السلام حتى اليوم، وفيما كان من أمر أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الغزاة وقتله اليهودي ومجيئه إلى النبي صلى الله عليه وآله برؤس التسعة (4) النفر يقول حسان بن ثابت:
لله أي كريهة أبليتها * ببني قريظة (5) والنفوس تطلع أردى رئيسهم وآب بتسعة * طورا يشلهم وطورا يدفع (6) بيان: قوله: طورا أي تارة، وقال الجوهري: مر فلان يشلهم بالسيف يكسؤهم (7) ويطردهم (8).

(١) أن يدركوا خ ل.
(٢) ذكر نحو ذلك المقريزي في الامتاع: ١٨٠.
(٣) أيام خ ل.
(٤) في المصدر: النفر التسعة.
(٥) واستظهر المصنف في الهامش ان الصحيح: ببني نضير.
(٦) مناقب آل أبي طالب ١: ١٦٩ و 170. الارشاد: 47 و 48. وألفاظ الحديث من الثاني.
(7) أي يضربهم.
(8) استدراك: قال ابن هشام في السيرة 3: 194 لم يسلم من بنى النضير الا رجلان: يامين بن عمير بن كعب بن عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب، أسلما على أموالهما فاحرزاها. قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض آل يامين ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ليامين: " ألم تر ما لقيت من ابن عمك وما هم به من شأني "؟ فجعل يامين بن عمير لرجل جعلا على أن يقتل له عمرو بن جحاش فقتله فيما يزعمون. وقال في ص 200: قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه يذكر جلاء بنى النضير وقتل كعب بن الاشراف.
عرفت ومن يعتدل: يعرف * وأيقنت حقا ولم أصدف عن الكلم المحكم اللاء من * لدى الله ذي الرأفة الارأف رسائل تدرس في المؤمنين * بهن اصطفى احمد المصطفى فأصبح احمد فينا عزيزا * عزيز المقامة والموقف فيا أيها الموعدوه سفاها * ولم يأت جورا ولم يعنف ألستم تخافون أدنى العذاب * وما آمن الله كالأخوف وإن تصرعوا تحت أسيافه * كمصرع كعب أبى الاشراف غداة رأى الله طغيانه * واعرض كالجمل الأجنف فأنزل جبريل في قتله * بوحي إلى عبده ملطف فدس الرسول رسولا له * بأبيض ذي هبة مرهف فباتت عيون له معولات * متى ينع كعب لها تذرف وقلن لأحمد: ذرنا قليلا * فانا من النوح لم نشتف فخلاهم ثم قال: اظعنوا * دحورا على رغم الانف وأجلى النضير إلى غربة * وكانوا بدار ذوي زخرف إلى أذرعات ردا في وهم * على كل ذي دبر أعجف انتهى كلام ابن هشام: وذكر الأبيات في ديوان علي عليه السلام: 84. وفيه عن الكلم الصدق يأتي بها * من الله ذي الرأفة الأرأف وفيه أيضا: تحت أسيافنا. وفيه أيضا: بأرهف ذي ظبة مرهف.
وفيه فقالوا لأحمد. وفيه: على رغمة الانف.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست