بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٧٥
دلالة على صدق النبي صلى الله عليه وآله وصحة نبوته، وذلك أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وآله بعسفان والمشركون بضجنان فتوافقوا فصلى النبي صلى الله عليه وآله بأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع والسجود، فهم المشركون أن يغيروا عليهم فقال بعضهم: إن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من هذه، يعنون صلاة العصر، فأنزل الله عليه هذه الآية فصلى بهم العصر صلاة الخوف، وكان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد، وذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره أن النبي صلى الله عليه وآله غزا محاربا وبني أنمار (1)، فهزمهم الله وأحرزوا الذراري والأموال، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون ولا يرون من العدو أحدا، فوضعوا أسلحتهم، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض حاجته (2) وقد وضع سلاحه فجعل بينه وبين أصحابه الوادي، فأتى قبل أن يفرغ من حاجته السيل في الوادي (3) والسماء ترش: فحال الوادي بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أصحابه، و جلس في ظل سمرة (4)، فبصر به غورث بن الحارث المحاربي فقال له أصحابه: يا غورث هذا محمد قد أنقطع من أصحابه، فقال: قتلني الله إن لم أقتله، وانحدر من الجبل ومعه السيف ولم يشعر به رسول الله صلى الله عليه وآله إلا وهو قائم على رأسه ومعه السيف قد سله من غمده، وقال: يا محمد من يعصمك مني الآن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الله، فانكب عدو الله لوجهه، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ سيفه، وقال: يا غورث من يمنعك مني الآن؟ قال: لا أحد، قال: أتشهد أن لا إله إلا الله، وأني عبد الله ورسوله؟ قال: لا، ولكني أعهد أن لا أقاتلك أبدا، ولا أعين عليك عدوا، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه، فقال له غورث: والله لانت خير مني، قال صلى الله عليه وآله: إني أحق بذلك، وخرج غورث إلى أصحابه، فقالوا: يا غورث لقد رأيناك قائما على رأسه

(1) في المصدر: لبنى انمار (2) في المصدر: ليقضى حاجته.
(3) في المصدر: فجعل بينه وبين أصحابه الوادي إلى أن يفرغ من حاجته، وقد درا الوادي.
(4) في المصدر: وجلس في ظل شجرة.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست