بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٠
والغنائم قليلة، ومتى نعطي هؤلاء لم يبق لأصحابك شئ (1)، وخاف أن يقسم رسول الله الغنائم وأسلاب القتلى بين من قاتل ولا يعطي من تخلف على (2) خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا، فاختلفوا فيما بينهم حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: لمن هذه الغنائم؟ فأنزل الله: " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول " فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شئ، ثم أنزل الله عبد ذلك " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل (3) " وقسمه (4) رسول الله صلى الله عليه وآله بينهم، فقال سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ثكلتك أمك و هل تنصرون إلا بضعفائكم؟ قال: فلم يخمس رسول الله صلى الله عليه وآله ببدر، وقسمه بين أصحابه، ثم استقبل يأخذ الخمس بعد بدر ونزل قوله: " يسألونك عن الأنفال " بعد انقضاء حرب بدر (5).
9 - أمالي الطوسي: المفيد، عن أبي عبد الله بن أبي رافع، عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن ثعلبة بن زيد الأنصاري قال: سمعت جابر بن عبد الله بن الأنصاري رحمه الله يقول: تمثل إبليس لعنه الله في أربع صور: تمثل يوم بدر في صورة سراقة بن جعشم المدلجي، فقال لقريش: " لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم " الخبر (6).

(1) لم تبق لأصحابك شيئا ح ل.
(2) عنده خ ل. أقول: في المصدر المطبوع: ولا يعطى من تخلف عليه عند خيمة رسول - الله صلى الله عليه وآله ومثله في نسختي المخطوطة الا أنه لم يذكر فيها " عليه ".
(3) أشرنا إلى موضع الآية وإلى التي قبلها في صدر الباب.
(4) فقسم خ ل أقول: في المصدر: فقسمه.
(5) تفسير القمي: 235 و 236.
(6) امالي ابن الشيخ: 111 ذيله: وتصور يوم العقبة في صورة منبه بن الحجاج فنادى ان محمدا والصباة معه عن العقبة فادركوهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للأنصار:
لا تخافوا فان صوته لن يعدوه، وتصور يوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من أهل نجد، وأشار عليهم في النبي صلى الله عليه وآله بما أشار، فأنزل الله تعالى:
" وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " وتصور يوم قبض النبي صلى الله عليه وآله في صورة المغيرة بن شعبة فقال: أيها الناس لا تجعلوها كسروانية ولا قيصرانية، وسعوها فتسع فلا تردوها في بني هاشم فتنظر بها الحبالى.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست