بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٠
وقريش كلها تقوله، إنه قد تحمل العير (1) ودم ابن الحضرمي، فقال: إن عتبة أطول الناس لسانا، وأبلغه في الكلام، (2) ويتعصب لمحمد فإنه من بني عبد مناف وابنه معه، ويريد أن يخدر الناس (3)، لا واللات والعزى حتى نقحم عليهم بيثرب ونأخذهم أسارى، فندخلهم مكة، وتتسامع العرب بذلك، ولا يكون بيننا وبين متجرنا أحد نكرهه، وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كثرة قريش ففزعوا فزعا شديدا وشكوا وبكوا واستغاثوا، فأنزل الله على رسوله " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم " فلما أمسى (4) رسول الله صلى الله عليه وآله و جنه الليل ألقى الله على أصحابه النعاس حتى ناموا، وأنزل الله تبارك وتعالى عليهم الماء (5) وكان نزول رسول الله صلى الله عليه وآله في موضع لا يثبت فيه القدم، فأنزل الله عليهم السماء (6) ولبد الأرض حتى ثبتت (7) أقدامهم، وهو قول الله تبارك وتعالى: " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان " وذلك أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله احتلم " وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام " وكان المطر على قريش مثل العزالي، وعلى (8) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله رذاذا بقدر ما لبد (9) الأرض، وخافت قريش خوفا شديدا، فأقبلوا

(1) وما أصاب محمد بنخلة خ ل - أقول: المصدر خال عن ذلك.
(2) في المصدر: وأبلغهم في الكلام.
(3) يخذل خ ل يحذر خ. أقول: وفى المصدر: ان يحذر بين الناس.
(4) ولما أمسى خ ل.
(5) السماء خ ل.
(6) الماء خ ل.
(7) يثبت خ ل.
(8) وكان على خ ل.
(9) يلبد خ ل.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست