بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٦
سيفا حتى آذن لكم، ثم رفع يده إلى السماء فقال: " يا رب إن تهلك هذه العصابة لا تعبد، (1) وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد " ثم أصابه الغشي فسري عنه وهو يسلت العرق عن وجهه ويقول: هذا جبرئيل، قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين، قال:
فنظرنا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لائح قد وقعت على عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله، و قال يقول: أقدم حيزوم، أقدم حيزوم، وسمعنا قعقعة السلاح من الجو (2)، و نظر إبليس إلى جبرئيل عليه السلام فتراجع، ورمى (3) باللواء فأخذ نبيه (4) بن الحجاج بمجامع ثوبه، ثم قال: ويلك يا سراقة تفت في أعضاد الناس، فركله إبليس ركلة (5) في صدره وقال: " إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله " وهو قول الله: " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب " ثم قال عز وجل: " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق " وحمل جبرئيل على إبليس فطلبه حتى غاص في البحر، وقال: رب أنجز لي ما وعدتني من البقاء إلى يوم الدين وروي في خبر أن إبليس التفت إلى جبرئيل وهو في الهزيمة فقال: يا هذا أبدا لكم فيما أعطيتمونا؟ فقيل لأبي عبد الله عليه السلام: أترى كان يخاف أن يقتله، فقال: لا، ولكنه كان يصربه ضربة يشينه منها إلى يوم القيامة وأنزل الله على رسوله " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " قال: أطراف الأصابع، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفئ نور الله، ويأبى الله

(1) لم تعبد خ ل.
(2) في الجو خ ل.
(3) فرمى خ ل.
(4) منبه بن الحجاج خ ل أقول: هو الموجود في المصدر.
(5) فوكزه إبليس وكزة خ ل.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست