بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٥٢
الصامت فهو لك دونه، فقال: إذا أقبل، فأنزل الله الآية، وقال السدي: لما كانت وقعة أحد اشتدت على طائفة من الناس، فقال رجل من المسلمين: أنا ألحق بفلان اليهودي وآخذ منه أمانا، وقال آخر: أنا ألحق بفلان النصراني ببعض أرض الشام وآخذ منه أمانا، فنزلت الآية، وقال عكرمة: نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر حين قال لبني قريظة إذا رضوا بحكم سعد إنه الذبح، والمعنى لا تعتمدوا على الانتصار منهم بهم " بعضهم أولياء بعض " في العون والنصرة " ومن يتولهم منكم " أي استنصر بهم " فإنه منهم " أي هو كافر مثلهم " في قلوبهم مرض " أي شك ونفاق، يعني ابن أبي " يسارعون فيهم " أي في موالاة اليهود، وقيل: موالاة اليهود ونصارى نجران، لأنهم كانوا يميرونهم (1) " دائرة " أي دوله تدور لأعداء المسلمين على المسلمين، فنحتاج إلى نصرتهم، وقيل: معناه نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه، يعنون الجدب فلا يميروننا " فعسى الله أن يأتي بالفتح " يعني فتح مكة، وقيل: يفتح بلاد المشركين " أو أمر من عنده " فيه إعزاز المسلمين وظهور الاسلام، وقيل: إظهار نفاق المنافقين مع الامر بقتالهم، أو موت هذا المنافق، أو القتل والسبي لبني قريضة والاجلاء لبني النضير " فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم " من نفاقهم وولايتهم اليهود ودس الاخبار إليهم " نادمين * ويقول الذين آمنوا " أي صدقوا الله ورسوله ظاهرا وباطنا تعجبا من نفاق المنافقين: " أهؤلاء الذين أقسموا بالله " حلفوا به " جهد أيمانهم " بأغلظ الايمان وأوكدها " إنهم لمعكم " أي إنهم مؤمنون ومعكم في معاونتكم (2) " حتى لا تكون فتنة " أي شرك (3).
وقال رحمه الله في قوله: " ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا ": أي لا تحسبن يا محمد أعداءك الكافرين قد سبقوا أمر الله وأعجزوه، وأنهم قد فاتوك، فإن الله سبحانه يظفرك بهم كما وعدك " إنهم لا يعجزون " أي لا يعجزون الله ولا يفوتونه حتى لا

(1) أي يأتونهم بالطعام والمؤنة.
(2) مجمع البيان 3: 206.
(3) مجمع البيان: 4: 542.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست