بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٤١٠
من أن هبط (1) جزيرة، وإذا فيها من الشجر والثمار وعين عذبة (2)، من ماء، فدهشت فوقف وأومأ إلي أن انزل، فنزلت فبقي واقفا حذاي ينظر، فأخذت من تلك الثمار و أكلت، وشربت من ذلك الماء فرويت، فعمدت إلى ورقة فجعلتها لي مئزرا واتزرت بها، وتلحفت بأخرى وجعلت ورقة شبيها بالمزود فملأتها من تلك الثمار، وبللت الخرقة التي كانت معي لأعصرها إذا احتجت إلى الماء فأشربه، فلما فرغت مما أردت أقبل إلي فطأطأ ظهره، ثم أومأ إلي: أن اركب، فلما ركبت أقبل بي نحو البحر في غير الطريق الذي أقبلت منه، فلما جزت على البحر (3) إذا مركب سائر في البحر، فلوحت لهم، فاجتمع أهل المركب يسبحون ويهللون ويرون رجلا راكبا أسدا، فصاحوا يا فتى من أنت أجني أم إنسي؟ قلت: أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، رعى الأسد في حق (4) رسول الله ففعل ما ترون، فلما سمعوا ذكر رسول الله حطوا الشراع وحملوا رجلين في قارب صغير، ودفعوا إليهما ثيابا فجاءا إلي، ونزلت من الأسد، ووقف ناحية مطرقا ينظر ما أصنع، فرميا إلي بالثياب وقالا: ألبسها فلبستها فقال أحدهما: اركب ظهري حتى أحملك إلى القارب (5) أيكون السبع أرعى لحق رسول الله من أمته، فأقبلت على الأسد فقلت: جزاك الله خيرا عن رسول الله، فوالله لنظرت إلى دموعه تسيل على خده ما يتحرك، حتى دخلت القارب وأقبل يلتفت (6) إلي ساعة (7) حتى غبنا عنه (8).
بيان: انتسفه:، قلعه، والزئير: صوت الأسد من صدره، والخبب بالتحريك:

(1) في المصدر: هبط بي.
(2) والثمر وعين غزيرة خ ل.
(3) في المصدر: فلما صرت على ساحل البحر.
(4) أي حفظ حقه صلى الله عليه وآله.
(5) حتى أدخلك القارب خ ل: وفى المصدر بعد ذلك: فما يكون الأسد ارعى لحق رسول الله صلى الله عليه وآله من أمته.
(6) في المصدر: وما تحرك حتى دخلت القارب وهو يلتفت.
(7) بعد ساعة خ.
(8) الخرائج: 187 و 188. ولم نجد فيه عدة من الأحاديث المتقدمة والآتية، وقد أشرنا سابقا إلى تخالف نسخة المصنف والنسخة المطبوعة وكأن المطبوعة مختصرة منها.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390