بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٣٥٨
فرقتين، فقال كفار أهل مكة: هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة، انظروا السفار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به، قال: فسئل السفار وقد قدموا من كل وجه فقالوا: رأيناه، استشهد البخاري في الصحيح بهذا الخبر في أن ذلك كان بمكة (1).
أقول: قد مرت الأخبار المستفيضة في إظلال السحاب عليه صلى الله عليه وآله في باب منشأه صلى الله عليه وآله، وباب احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على اليهود وسائر الأبواب، لا سيما أبواب هذا المجلد، وسيأتي رد الشمس بدعائه صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام في أبواب معجزات أمير المؤمنين عليه السلام، وكذا إجابة السحاب له صلى الله عليه وآله في أبواب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، وكذا تطوق السحاب وبعده عن المدينة بإشارته صلى الله عليه وآله قد مر في باب المتقدم وسيأتي في باب استجابة دعائه صلى الله عليه وآله.
وقال القاضي في الشفاء: خرج الطحاوي (2) في مشكل الحديث عن أسماء بنت عميس من طريقين (3) أن النبي صلى الله عليه وآله كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أصليت يا علي؟ قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إنه كان في طاعتك وفي طاعة رسولك فاردد عليه الشمس، قال أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت ووقعت (4) على الأرض، وذلك بالصهباء في خيبر.

(1) إعلام الورى: 19.
(2) قال شارح الشفاء: هو الامام الحافظ العلامة صاحب التصانيف المهمة روى عنه الطبراني وغيره من الأئمة وهو مصري من أكابر علماء الحنفية، لم يخلف مثله بين الأئمة الحنفية، وكان أولا شافعيا يقرأ على خاله المزني، ثم صار حنفيا، توفى سنة 321، إه‍ أقول: هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي، وكتابه مشكل الأحاديث قد طبع بحيدر آباد في 4 مجلدات.
(3) وقال شارح الشفاء: وكذا الطبراني رواه بأسانيد رجال بعضها ثقات. أقول: هي من الروايات المشهورة بين العامة والخاصة وسيأتي بأسانيدها في محله.
(4) في شرح الشفاء: ووقفت على الجبال والأرض، ويروى وقعت.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390