بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٤٤
آية موسى عليه السلام (1)، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت الكعبة عن موضعها وصارت فوق رؤوسنا فركزنا (2) في مواضعنا، ولم نقدر أن نريمها (3)، فجاء عمك حمزة وقال بزج (4) رمحه هكذا تحتها فتناولها واحتبسها على عظمها فوقنا في الهواء، ثم قال لنا: أخرجوا، فخرجنا من تحتها، فقال: ابعدوا، فبعدنا عنها، ثم أخرج سنان الرمح من تحتها فنزلت إلى موضعها واستقرت (5)، فجئناك بذلك (6) مسلمين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي جهل: هذه الفرقة الثالثة قد جاءتك وأخبرتك بما شاهدت، فقال أبو جهل: لا أدري أصدق (7) هؤلاء أم كذبوا، أم حقق (8) لهم، أم خيل إليهم، فإن رأيت ما أنا (9) أقترحه عليك من نحو آيات عيسى بن مريم عليه السلام فقد لزمني الايمان بك، وإلا فليس يلزمني تصديق هؤلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا جهل فإن كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم وشدة تحصيلهم فكيف تصدق بمآثر آبائك وأجدادك، ومساوي أسلاف أعدائك؟ وكيف تصدق عن الصين والعراق والشام إذا حدثت عنها؟ هل المخبرون عن ذلك إلا دون هؤلاء المخبرين لك عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها منهم من الجمع الكثيف (10) الذين لا يجتمعون على باطل يتخرصونه (11) إلا كان بإزائهم من يكذبهم ويخبر بضد إخبارهم؟ ألا وكل فرقة من هؤلاء محجوجون (12) بما

(1) من رفع الجبل خ.
(2) فركدنا خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(3) في المصدر: ولم نقدر أن نرميها:
(4) فشال خ ل، وفى المصدر: فشال. فتناول خ ل. أقول: قوله: فقال أي فأهوى به. وأما في المصدر: فشال، يقال: شال الشئ وبالشئ أي رفعه.
(5) فاستقرت خ ل.
(6) لذلك خ ل.
(7) صدقوا خ ل.
(8) إليهم خ ل.
(9) فان رأيت أنا ما أقترحه خ ل وهو الموجود في المصدرين.
(10) الكثيف: الكثير.
(11) في المصدر: فيخر صوابه.
(12) محتجون خ ل.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390