بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٤٨
صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل فأتنا بالأموال التي دفنها هذا المعاند للحق، لعله يؤمن، فإذا هو بالصرر بين يديه كلها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله قاله إلى تمام عشرة آلاف وثلاثمأة دينار (1)، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله - وأبو جهل ينظر إليه - صرة منها فقال: ائتوني بفلان بن فلان، فأتي به وهو صاحبها فقال: هاكها يا فلان ما قد اختانك فيه أبو جهل، فرد عليه ماله، ودعا بآخر ثم بآخر حتى رد العشرة آلاف كلها على أربابها، وفضح عندهم أبو جهل، وبقيت الثلاثمأة الدينار (2) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: الآن آمن لتأخذ الثلاثمأة دينار (3)، ويبارك الله لك فيها حتى تصير أيسر (4) قريش، قال: لا آمن، ولكن آخذها فهي مالي، فلما ذهب يأخذها صاح رسول الله صلى الله عليه وآله بالدجاجة: دونك (5) أبا جهل، وكفيه عن الدنانير، وخذيه فوثبت الدجاجة على أبي جهل فتناولته بمخالبها، ورفعته في الهواء، وطارت به إلى سطح بيته فوضعته عليه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله تلك الدنانير إلى بعض فقراء المؤمنين، ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أصحابه فقال لهم: معاشر أصحاب محمد هذه آية أظهرها ربنا عز وجل لأبي جهل، فعاند، وهذا الطير الذي حيي يصير من طيور الجنة الطيارة عليكم فيها، فإن فيها طيورا كالبخاتي، عليها من جميع أنواع المواشي (6)، تطير بين سماء الجنة وأرضها، فإذا تمنى مؤمن محب للنبي وآله الاكل من شئ منها وقع ذلك بعينه بين يديه، فتناثر ريشه وانسمط وانشوى وانطبخ، فأكل من جانب منه قديدا، ومن جانب منه مشويا بلا نار، فإذا قضى شهوته ونهمته (7) وقال: الحمد لله رب العالمين عادت كما كانت، فطارت في الهواء وفخرت على سائر طيور الجنة، تقول: من مثلي وقد أكل مني ولي الله عن أمر الله (8)

(1) مثقال خ ل وهو الموجود في المصدر.
(2) في المصدر: دينار.
(3) مثقال خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(4) أمير خ ل.
(5) دونك اسم فعل بمعنى خذ.
(6) الوشى خ ل.
(7) النهمة: بلوغ الهمة والشهوة في الشئ.
(8) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: 173 - 178.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390