بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٤٠
سيدهم وأفضلهم، فإن كنت نبيا فأتنا بآية كما تذكره عن الأنبياء قبلك مثال (1) نوح الذي جاء بالغرق، ونجا في سفينته مع المؤمنين، وإبراهيم الذي ذكرت أن النار جعلت عليه بردا وسلاما، وموسى الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتى انقادوا لما دعاهم إليه صاغرين داخرين (2)، وعيسى الذي كان ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، وصار هؤلاء المشركون فرقا أربع، هذه تقول: أظهر لنا آية نوح، وهذه تقول:
أظهر لنا آية موسى، وهذه تقول: أظهر لنا آية إبراهيم، وهذه تقول: أظهر لنا آية عيسى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما أنا (3) نذير مبين، آتيتكم بآية مبينة: هذا القرآن الذي تعجزون أنتم والأمم وسائر العرب عن معارضته، وهو بلغتكم (4) فهو حجة الله وحجة نبيه عليكم (5)، وما بعد ذلك فليس لي الاقتراح على ربي، وما على الرسول إلا البلاغ المبين إلى المقرين بحجة صدقه، وآية حقه، وليس عليه أن يقترح (6) بعد قيام الحجة على ربه ما يقترحه عليه المقترحون الذين لا يعلمون هل الصلاح أو الفساد فيما يقترحون؟
فجاء (7) جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام، ويقول: إني سأظهر لهم هذه الآيات، وإنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم، ولكني أريهم (8) زيادة في الاعذار (9)، والايضاح لحججك، فقل لهؤلاء المقترحين لآية نوح عليه السلام: امضوا إلى جبل أبي قبيس فإذا بلغتم سفحه (10) فسترون آية نوح عليه السلام، فإذا غشيكم الهلاك فاعتصموا بهذا وبطفلين يكونان بين يديه، وقل للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيم

(1) من قبلك مثل نوح خ ل.
(2) دخر: ذل وصغر.
(3) انا لكم خ ل.
(4) وقد بلغتكم خ ل.
(5) فهو حجة بينة عليكم خ ل صح. وهو الموجود في المصدر والاحتجاج.
(6) اقترح عليه كذا أو بكذا: تحكم وسأله إياه بالعنف ومن غير روية.
(7) في المصدر: فجاءه جبرئيل.
(8) أريهم ذلك خ ل، وهو الموجود في الاحتجاج.
(9) الاعذار اما جمع العذر وهو: الغلبة والنجح يقال في الحرب: لمن العذراى الغلبة واما مصدر من باب أعذر: أي رفع عنه اللوم والعذر.
(10) سفح الجبل: أصله وأسفله. عرضه ومضجعه الذي يسفح أي ينصب فيه الماء.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390