بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٣١
ومن ذلك أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش فلما كان بحيال بحير (1) الراهب نزلوا بفناء ديره، وكان عالما بالكتب وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلى الله عليه وآله به، وعرف أوان ذلك، فأمر فدعي إلى طعامه، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها، فقال: هل بقي في رحالكم أحد، فقالوا: غلام يتيم، فقام بحير الراهب فاطلع فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وآله نائم وقد أظلته سحابة، فقال للقوم: ادعوا هذا اليتيم ففعلوا، وبحير مشرف عليه وهو يسير والسحابة قد أظلته، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولا وما يكون من حاله وأمره، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه، فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك (2)، وكان معهم عبد خديجة بنت خويلد، فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد ابتهم، فزوجته نفسها بالذي بأنها من خبر بحير (3).
ومن ذلك أنه كان بمكة قبل الهجرة أيام ألبت عليه قومه وعشائره، فأمر عليا أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاما ففعلت، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب فدعا أربعين رجلا، فقال: احضر لهم طعاما يا علي، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة و الأربعة، فقدمه إليهم، وقال: كلوا وسموا، فسمى (4) ولم يسم القوم، فأكلوا و صدروا شبعى (5)، فقال أبو جهل: جاد ما سحركم محمد، يطعم من طعام ثلاثة رجال أربعين رجلا، هذا والله السحر (6) الذي لا بعده، فقال علي عليه السلام: ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم فطعموا وصدروا (7).

(1) في نسخة من المصدر: بحيراء، وكذا فيما يأتي بعد.
(2) تقدم خبره مع بحيرا في الباب الرابع راجع ج 15: 408.
(3) تقدم تزوجه بخديجة في الباب الرابع راجع ج 16: 1 - 81 (4) في نسخة من المصدر: فسميا. أقول: أي النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام.
(5) وشبعوا خ ل وهو الموجود في المصدر.
(6) هو السحر خ ل.
(7) أي رجعوا إلى منازلهم.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390