بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٢٦
موسى، فدنوت فمسح يده على صدري، ثم قال: اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله، ثم قال: سلوه عما بدا لكم، قالوا: وكيف نسأل طفلا لا يفقه؟ قلت: سلوني تفقها، ودعوا العنت (1).
قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران، قلت: العصا، و إخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ورفع الطور، والمن والسلوى آية واحدة، وفلق البحر، قالوا: صدقت، * فما أعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من ارسل إليه؟ قلت: آيات كثيرة أعدها إن شاء الله، فاسمعوا وعوا وافقهوا، أما أول ذلك فإن أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان (2) رسالته بالرجوم، وانقضاض النجوم، وبطلان الكهنة والسحرة.
ومن ذلك كلام الذئب يخبر بنبوته، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته، وصدق أمانته، وعدم جهله أيام طفوليته، وحين أيفع، وفتى (3) وكهلا، لا يعرف له شكل (4)، ولا يوازيه مثل ومن ذلك أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه (5) قريش فيهم عبد المطلب، فسألهم عنه، ووصف لهم صفته فأقروا جميعا بأن هذه الصفة في محمد، فقال: هذا أوان مبعثه، ومستقره أرض يثرب وموته بها.
ومن ذلك: أن أبرهة بن يكسوم (6) قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: إن لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع أهل مكة فدعا، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيرا أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها.

(1) أي ولا تسألوني متعنتا، والمتعنت: من يسأل غيره من جهة التلبيس عليه.
(2) من أوان خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(3) وفتى أي حين كان فتى والفتى: الشاب الحدث.
(4) الشكل: المثل والنظير.
(5) وفد خ ل وفى المصدر: وفد عليه مثل وفد قريش. أقول: لعل كلمة مثل زائدة.
(6) تقدمت قصته في الباب الأول: ج 15 ص 65.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390