بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ٢٣٠
فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل ومن ذلك أن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو كان نبيا يعلم أمر (1) الناقة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: الغيب لا يعلمه إلا الله، انطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.
ومن ذلك أنه مر على بعير ساقط فتبصبص له، فقال: إنه ليشكو شر ولاية أهله له، وسأله أن يخرج عنهم فسأل عن صاحبه فأتاه فقال: بعه وأخرجه عنك، فأناخ البعير يرغو، ثم نهض وتبع النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يسألني أن أتولى أمره، فباعه من علي عليه السلام فلم يزل عنده إلى أيام صفين.
ومن ذلك أنه كان في مسجده إذ أقبل جمل ناد (2) حتى وضع رأسه في حجره، ثم خرخر (3)، فقال النبي صلى الله عليه آله: يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه فجاء يستغيث، فقال رجل: يا رسول الله هذا لفلان وقد أراد به ذلك، فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره ففعل.
ومن ذلك أنه دعا على مضر فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف، فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح (4)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " اللهم دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني اللهم فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا (5) طبقا سجالا عاجلا غير رائث (6)، نافعا غير ضار " فما قام حتى ملا كل شئ، ودام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: حوالينا ولا علينا، فانجابت السحابة عن المدينة وصار فيما حولها وامطروا أشهرا (7).

(1) أين الناقة خ ل، وفى المصدر: لعلم أين الناقة.
(2) ند البعير: نفر وذهب شاردا.
(3) أي صوت.
(4) في نسخة من المصدر: ولا يزداد منا رابح.
(5) مريعا خ ل.
(6) في المصدر: غير زائب.
(7) في المصدر: وامطروا شهرا.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390