بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٦٩
لو تمنوا لنقل (1) واشتهر فإن التمني ليس من عمل القلب ليخفى، بل هو أن يقول: ليت كذا، وإن كان بالقلب لقالوا: تمنينا، وعن النبي صلى الله عليه وآله: لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات مكانه، وما بقي على وجه الأرض يهودي (2).
وقال الطبرسي رحمه الله: هذه القصة شبيه بقصة المباهلة، وإن النبي صلى الله عليه وآله لما دعا النصارى إلى المباهلة امتنعوا لقلة ثقتهم بما هم عليه، وخوفهم من صدق النبي صلى الله عليه وآله لو باهلوني (3) لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا، فلما لم يتمن اليهود الموت افتضحوا، كما أن النصارى لما أحجموا (4) عن المباهلة افتضحوا، وظهر الحق انتهى (5):
قوله تعالى: " علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم " أقول: ظاهره أنهم كانوا يسرون خيانتهم ويخفونها فأبداها الله تعالى إذ نسبة الله تعالى هذا العلم إلى نفسه يدل على خفائها كما لا يخفى، فهذا أيضا من الاخبار بالغيب.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: " قل للذين كفروا ستغلبون " أي قل لمشركي مكة ستغلبون يعني يوم بدر، وقيل لليهود فإنه صلى الله عليه وآله جمعهم بعد بدر في سوق بني قينقاع (6) فحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بقريش، فقالوا: لا يغرنك أنك أصبت أغمارا لا علم لهم بالحرب، لئن قاتلتنا لعلمت أنا نحن الناس، فنزلت، وقد صدق الله وعده بقتل قريظة و إجلاء بني النظير، وفتح خيبر، وضرب الجزية على من عداهم، وهو من دلائل النبوة (7).
قوله تعالى: " قل اللهم مالك الملك " قال الطبرسي رحمه الله قيل: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود هيهات من أين لمحمد

(1) في المصدر: لو تمنوا الموت لنقل.
(2) أنوار التنزيل 1: 98 و 99.
(3) في المصدر: في قوله: لو باهلوني.
(4) أحجم عن الشئ: كف أو نكص هيبة.
(5) مجمع البيان 1:: 164.
(6) بنو قينقاع بفتح القاف وتثليت النون: شعب من اليهود كانوا بالمدينة.
(7) أنوار التنزيل 1: 195.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390