بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٠٣
لأنها عبادة مخصوصة، والصلاة عبادة مشتركة، وبها يثبت له العبودية، وبإثبات النوم له عن خدمة ربه عز وجل من غير إرادة له وقصد منه إليه نفي الربوبية عنه، لان الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو الله الحي القيوم، وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله كسهونا، لان سهوه من الله عز وجل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ ربا معبودا دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا، وسهونا من الشيطان وليس للشيطان على النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام سلطان، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، وعلى من تبعه من الغاوين، ويقول الدافعون لسهو النبي: إنه لم يكن في الصحابة من يقال له: ذو اليدين، وإنه لا أصل للرجل ولا للخبر، وكذبوا، لان الرجل معروف وهو أبو محمد عمير بن عبد عمر المعروف بذي اليدين، فقد نقل عنه المخالف والموافق، وقد أخرجت عنه أخبارا في كتاب وصف قتال القاسطين بصفين، وكان شيخنا محمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد يقول: أول درجة من الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله، ولو جاز أن يرد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن يرد جميع الأخبار، وفي ردها إبطال الدين والشريعة، وأنا أحتسب الاجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلى الله عليه وآله والرد على منكريه إن شاء الله (1).
9 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سألته عن رجل نسي أن يصلي الصبح حتى طلعت الشمس، قال: يصليها حين يذكرها، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس، ثم صلاها حين

(1) من لا يحضره الفقيه: 97 و 98. أقول: حاصل كلام الصدوق قدس الله روحه الشريف أن ما يجوز السهو عليه إسهاء الله إياه لمصلحة كنفي الربوبية عنه وإثبات أنه بشر مخلوق، وإعلام الناس حكم سهوهم في العبادات وأمثاله، وأما السهو الذي يعترينا من الشيطان فإنه صلى الله عليه وآله وسلم منه برئ وهو ينزهه عن ذلك، وليس للشيطان عليه سلطان ولا سبيل، فبذلك يعلم أن ما اشتهر من أن الصدوق رحمه الله كان من القائلين بجواز السهو على النبي صلى الله عليه وآله باطل غير صحيح بل هو من القائلين بتنزهه عن ذلك، وقضية الاسهاء لمصلحة الأمة مما أخذه عن الأخبار المتقدمة و الآتية. وسيأتي من المصنف ايعاز إلى ضعف ذلك أيضا.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست