بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٧ - الصفحة ١٠٦
منه ولا يترك؟! هكذا هلكت بنوا إسرائيل، حضرت أبدانهم، وغابت قلوبهم، ولا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه (1).
بيان: أقول: في هذا الحديث مع ضعف سنده إشكال من حيث اشتماله على التعيير بأمر مشترك (2)، إلا أن يقال: إنه صلى الله عليه وآله إنما فعل ذلك عمدا لينبههم على غفلتهم، و كان ذلك لجواز الاكتفاء ببعض السورة (3) كما ذهب إليه كثير من أصحابنا، أو لان الله تعالى أمره بذلك في خصوص تلك الصلاة لتلك المصلحة، والقرنية عليه ابتداؤه صلى الله عليه وآله بالسؤال، أو يقال: إنما كان الاعتراض على اتفاقهم على الغفلة واستمرارهم عليها.
16 - بصائر الدرجات: الحسين بن محمد، عن المعلى، عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل للنبي صلى الله عليه وآله خمسة أرواح: روح الحياة، فيه دب ودرج (4)، وروح القوة فيه نهض وجاهد، وروح الشهوة فيه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الايمان فيه أمر وعدل، وروح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس، فصار في الامام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو، والأربعة الأرواح تنام وتلهو وتغفل وتسهو، وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض وغربها وبرها وبحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الامام ما ببغداد بيده؟ قال: نعم وما دون العرش (5).
الاختصاص: سعد، عن إسماعيل بن محمد البصري، عن عبد الله بن إدريس مثله.
أقول: سيأتي أخبار كثيرة في أن روح القدس لا يلهو ولا يسهو ولا يلعب.
17 - من لا يحضره الفقيه: الحسن بن محبوب، عن الرباطي، عن سعيد الأعرج قال،: سمعت

(١) المحاسن: ٢٦٠ و ٢٦١.
(٢) وهو النسيان.
(٣) وقد يمكن أن يقال: إنه قرأ سورة بتمامها، وآيات من سورة أخرى.
(٤) دب: مشى على اليدين والرجلين درج: مشى. يقال: هو أكذب من دب ودرج أي أكذب الاحياء والأموات.
(٥) بصائر الدرجات: ١٣٤.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 13: وجوب طاعته وحبه والتفويض إليه صلى الله عليه وآله وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 14: باب العشرة معه وتفخيمه وتوقيره في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه 16 حديثا. 15
4 باب 15: عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك فيه 21 حديثا. 34
5 باب 16: سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة، فيه 17 حديثا. 97
6 باب 17: علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا وآثار الأنبياء عليهم السلام ومن دفعه إليه وعرض الأعمال عليه وعرض أمته عليه وأنه يقدر على معجزات الأنبياء فيه 62 حديثا. 130
7 باب 18: فصاحته وبلاغته صلى الله عليه وآله فيه حديثان. 156
8 * أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله * باب 1: إعجاز أم المعجزات: القرآن الكريم وفيه بيان حقيقة الإعجاز وبعض النوادر. فيه 24 حديثا. 159
9 باب 2: جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها. فيه 18 حديثا. 225
10 باب 3: ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية والغرائب العلوية من انشقاق القمر و رد الشمس وحبسها وإضلال الغمامة وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات فيه 19 حديثا. 347
11 باب 4: معجزاته صلى الله عليه وآله في إطاعة الأرضيات من الجمادات والنباتات له وتكلمها معه صلى الله عليه وآله. فيه 59 حديثا. 363
12 باب 5: ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في الحيوانات بأنواعها وإخبارها بحقيته، وفيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات. فيه 47 حديثا. 390