بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٥
يجدوا إلا بضائع خديجة، فباعها النبي صلى الله عليه وآله بأضعاف ما باعت قريش (1)، فاغتم أبو جهل لذلك غما شديدا، ولم يبق من بضائع خديجة إلا حمل أديم، فجاء رجل من اليهود يقال له سعيد بن قطمور، وكان من أحبار اليهود وكهانهم، وكان قد اطلع على صفة النبي صلى الله عليه وآله فلما نظر إليه عرفه بالنور، وقال: هذا الذي يسفه أحلامنا (2)، ويعطل أدياننا، ويرمل نسواننا، وأنا أحتال على قتله، ثم دنا من النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا سيدي بكم هذا الحمل؟
فقال: بخمس مأة درهم، لا ينقص منها شئ، قال: اشتريت بشرط أن تسير معي إلى منزلي، وتأكل من طعامي حتى تحصل لنا البركة (3)، فقال النبي صلى الله عليه وآله: نعم، فأخذ اليهودي حمل الأديم وسار إلى منزله، وسار النبي صلى الله عليه وآله، فلما قرب اليهودي من منزله سبق إلى زوجته، وقال لها: أريد منك أن تساعديني على قتل هذا الذي يعطل أدياننا، قالت: وكيف أصنع به؟ قال: خذي فردة (4) الرحى واقعدي على باب الدار، فإذا رأيتيه قبض منا ثمن حمل الأديم وخرج أمي عليه فردة الرحى (5) حتى تقتليه، ونستريح منه، قال: فأخذت زوجة اليهودي الرحى، وطلعت على سطح الدار، فلما خرج النبي صلى الله عليه وآله همت أن تلقى عليه الرحى فأمسك الله يديها (6)، ورجف قلبها، وقد غشي (7) عليها من نور وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان لها ولدان قائمان (8) بفناء الدار فسقطت الرحى عليهما فماتا، فلما نظر اليهودي إلى ما جرى على أولاده نادى بأعلى صوته: يا بني قريظة فأجابوه من كل جانب ومكان، وقالوا له: ما ورائك؟ قال (9): اعلموا أنه قد حل (10)

(1) وأضاف في المصدر: وربحت بضائعها ربحا لم يخطر ببالهم.
(2) أي عقولنا.
(3) في المصدر: حتى تصل بكم البركة لأنكم سكان بيت الله الحرام.
(4) طبقة الرحى خ ل.
(5) طبقة الرحى خ ل.
(6) على يديها خ ل.
(7) وكان قد غشى خ ل وهو الموجود في المصدر.
(8) نائمان خ ل وهو الموجود في المصدر.
(9) فقال خ ل وهو الموجود في المصدر.
(10) في المصدر: دخل.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402