بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٠
سألت إلهي أن يمن بقربه * ويجمع شملي بالنبي محمد قال: وما زال الراهب كلما ذكر الحبيب أكثر النحيب إلى أن حال (1) منه النظر وزاد به الفكر، فعند ذلك أشرف بعض الرهبان، وقد أشرقت الأنوار من جبين النبي المختار، فنظر الرهبان إلى الأنوار وقد تلألأت من الركب، وقد أقبل من الفلا وأشرق (2) وعلا، تقدمهم سيد الأمم، وقد نشرت على رأسه الغمامة، فقالوا: يا أبا الرهبان (3) هذا ركب قد أقبل من الحجاز، فقال: يا أولادي وكم ركب قد أقبل وأتى وأنا أعلل نفسي بلعل وعسى؟ قالوا: يا أبانا قد رأينا نورا قد علا، فقال (4): الآن قد زال الشقاء، وذهب العناء، ثم رفع طرفه نحو السماء وقال: إلهي وسيدي ومولاي بجاه هذا المحبوب الذي زاد فيه تفكري إلا ما رددت علي بصري، فما استتم كلامه حتى رد الله عليه بصره، فقال الراهب للرهبان: كيف رأيتم جاه هذا المحبوب عند علام الغيوب، ثم أنشأ يقول:
بدا النور من وجه النبي فأشرقا * وأحيا محبا بالصبابة محرقا (5) وأبرأ عيونا قد عمين من البكاء * وأصبح من سوء المكاره مطلقا ترى هل ترى عيناي طلعة وجهه * وأصبح من رق الضلالة معتقا ثم قال: يا أولادي إن كان هذا النبي المبعوث في هذا الركب ينزل (6) تحت هذه الشجرة فإنها (7) تخضر وتثمر، فقد جلس تحتها عدة من الأنبياء، وهي من عهد عيسى ابن مريم عليه السلام يابسة، وهذه البئر لم نر فيها (8) ماء فإنه يأتي إليها ويشرب منها، فما كان

(1) في المصدر: خلل.
(2) والنور قد أشرق خ ل، وهو الموجود في المصدر، وفيه: والركب قد أقبل من الفلا.
(3) في المصدر: يا أبانا.
(4) في المصدر: بعد قوله: قد علا: فقال: رأيتم النور؟ قالوا: نعم، قال.
(5) موثقا خ ل.
(6) فهو ينزل خ ل.
(7) وانها خ ل.
(8) من مدة مديدة لم نر خ ل.
(٤٠)
مفاتيح البحث: البكاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402