بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣٣
الملائكة، فلما وصلت إلى الخياشيم عطس آدم عليه السلام، فأنطقه الله تعالى بالحمد، فقال:
الحمد لله، وهي أول كلمة قالها آدم عليه السلام، فقال الحق تعالى: رحمك الله يا آدم، لهذا (1) خلقتك، وهذا لك ولولدك أن قالوا مثل ما قلت، فلذلك صار تسميت العاطس (2) سنة، ولم يكن على إبليس أشد من تسميت العاطس، ثم إن آدم عليه السلام فتح عينيه فرأى مكتوبا " على العرش: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) فلما وصلت الروح إلى ساقه قام قبل أن تصل إلى قدميه فلم يطق فلذلك قال تعالى: (خلق الانسان من عجل).
قال الصادق عليه السلام: كانت الروح في رأس آدم عليه السلام مائة عام، وفي صدره مائة عام، وفي ظهره مائة عام، وفي فخذيه مائة عام، وفي ساقيه وقدميه مائة عام (3)، فلما استوى آدم عليه السلام قائما " أمر الله الملائكة بالسجود، وكان ذلك بعد الظهر يوم الجمعة، فلم تزل في سجودها إلى العصر، فسمع آدم عليه السلام من ظهره نشيشا " كنشيش الطير، وتسبيحا " و تقديسا "، فقال آدم: يا رب وما هذا؟ قال: يا آدم هذا تسبيح محمد العربي سيد الأولين و الآخرين، ثم إن الله تبارك وتعالى خلق من ضلعه الأعوج (4) حواء وقد أنامه الله تعالى، فلما انتبه رآها عند رأسه، فقال: من أنت؟ قالت: أنا حواء، خلقني الله لك، قال: ما أحسن خلقتك! فأوحى الله إليه: هذه أمتي حواء وأنت عبدي آدم، خلقتكما لدار اسمها جنتي، فسبحاني واحمداني، يا آدم اخطب حواء مني وادفع مهرها إلي، فقال آدم:
وما مهرها يا رب؟ قال: تصلي على حبيبي محمد صلى الله عليه وآله عشر مرات، فقال آدم: جزاؤك يا رب على ذلك الحمد والشكر ما بقيت، فتزوجها على ذلك، وكان القاضي الحق، و العاقد جبرئيل، والزوجة حواء، والشهود الملائكة، فواصلها، وكانت الملائكة يقفون من وراء آدم عليه السلام، قال آدم عليه السلام: لأي شئ يا رب تقف الملائكة من ورائي؟ فقال:

(1) أي للرحمة بك.
(2) تسميت العاطس: الدعاء له بقوله: يرحمك الله أو نحوه.
(3) الحديث منفرد بذلك التفصيل، وقد تقدم أخبار آدم عليه السلام في المجلد 11 ولم يكن فيه هذا التفصيل.
(4) تقدمت روايات فيما خلقت حواء منه والخلاف فيه. راجع ج 11 ص 116 وقبله و ص 222.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست