بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٦١
صبيا "، قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله سقط من بطن أمه واضعا " يده اليسرى على الأرض، ورافعا " يده اليمنى إلى السماء، ويحرك شفتيه بالتوحيد، وبدا من فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها، والقصور البيض من إصطخر وما يليها، ولقد أضائت الدنيا ليلة ولد النبي صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والإنس والشياطين وقالوا: يحدث (1) في الأرض حدث، ولقد رأت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل، وتسبح وتقدس، وتضطرب النجوم وتتساقط النجوم علامات لميلاده، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة، والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا الأعاجيب أرادوا أن يسترقوا السمع، فإذا هم قد حجبوا من السماوات كلها، ورموا بالشهب دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله (2).
بيان: بصرى: بلد بالشام، وإصطخر بالفارس معروف، قوله عليه السلام: ولقد رأت الملائكة، أي الشياطين رأوهم.
12 - أمالي الصدوق: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن ليث بن سعد قال: قلت لكعب وهو عند معاوية: كيف تجدون صفة مولد النبي صلى الله عليه وآله؟ وهل تجدون لعترته فضلا "؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه، فأجرى الله عز وجل على لسانه فقال: هات يا أبا إسحاق رحمك الله ما عندك، فقال كعب:
إني قد قرأت اثنين وسبعين كتابا " كلها أنزلت من السماء، وقرأت صحف دانيال كلها، ووجدت في كلها ذكر مولده ومولد عترته، وإن اسمه لمعروف وإنه لم يولد نبي قط فنزلت عليه الملائكة ما خلا عيسى وأحمد صلوات الله عليهما، وما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مريم وآمنة أم أحمد صلى الله عليه وآله، وما وكلت الملائكة بأنثى حملت غير مريم أم المسيح عليه السلام وآمنة أم أحمد صلى الله عليه وآله، وكان من علامة حمله أنه لما كانت الليلة التي حملت آمنة به صلى الله عليه وآله

(1) في المصدر: حدث.
(2) الاحتجاج: 118 و 119. والحديث طويل أخرجه المصنف في كتاب الاحتجاجات، راجع ج: 10: 28 - 49.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست