بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٨٤
وائل (1)، قال: فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الأيادي؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فما فعل؟ قالوا: مات، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله رب الموت، ورب الحياة، كل نفس ذائقة الموت، كأني أنظر إلى قس بن ساعدة الأيادي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر، وهو يخطب الناس ويقول: اجتمعوا أيها الناس (2)، فإذا اجتمعتم فأنصتوا، فإذا أنصتم فاستمعوا، فإذا أسمعتم (3) فعوا، فإذا وعيتم فاحفظوا، فإذا حفظتم فاصدقوا، ألا إن من عاش مات، ومن مات فات، ومن فات فليس بآت، إن في السماء خبرا "، وفي الأرض عبرا "، سقف مرفوع، ومهاد موضوع، ونجوم تمور، وليل يدور، وبحار ماء لا تغور (4)، يحلف قس ما هذا بلعب (5)، وإن من وراء هذا لعجبا "، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا؟ يحلف قس يمينا " غير كاذبة إن لله دينا " هو خير من الدين الذي أنتم عليه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله قسا " يحشر يوم القيامة أمة واحدة، ثم قال: هل فيكم أحد يحسن من شعره شيئا "؟ فقال بعضهم: سمعته يقول:
في الأولين الذاهبين من القرون لنا بصائر * لما رأيت مواردا " للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها يمضي الأكابر والأصاغر * لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر وبلغ من حكمة قس بن ساعدة ومعرفته أن النبي صلى الله عليه وآله كان يسأل من يقدم عليه من إياد (6) عن حكمته ويصغى إليها (7).
9 - كنز الكراجكي: عن أسد بن إبراهيم السلمي، عن محمد بن أحمد بن موسى،

(1) بنو بكر بن وائل: قبيلة عظيمة من العدنانية تنسب إلى بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن نزار بن معد بن عدنان، فيها الشهرة والعدد، كانت ديارها من اليمامة إلى البحرين، إلى سيف كاظمة، إلى البحرين فأطراف سواد العراق فالابلة فهيت.
(2) في المصدر: أيها الناس اجتمعوا.
(3) في المصدر: فإذا سمعتم.
(4) غار الماء: ذهب في الأرض. وفي المصدر: وبحار ماء تغور.
(5) في المصدر زيادة وهي: والناس يلعب.
(6) إياد: بطن عظيم من العدنانية وهم بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان.
(7) كمال الدين: 99 و 100.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست