بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٧٣
أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إني ولدت بنتا " وربيتها حتى إذا بلغت فألبستها وحليتها، ثم جئت بها إلى قليب (1) فدفعتها في جوفه، وكان آخر ما سمعت منها وهي تقول: يا أبتاه، فما كفارة ذلك؟ قال: ألك أم حية؟
قال: لا، قال: فلك خالة حية؟ قال: نعم، قال: فابررها فإنها بمنزلة الام تكفر عنك ما صنعت، قال أبو خديجة: فقلت لأبي عبد الله عليه السلام متى كان هذا؟ قال: كان في الجاهلية، وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم آخرين (2).
100 - كنز الكراجكي: عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن الحسن بن جمهور، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن مالك بن عطية قال: لما حفر عبد المطلب بن هاشم زمزم، وأنبط منها الماء أخرج منها غزالين من ذهب وسيوفا " وأدراعا "، فجعل الغزالين زينة للكعبة، وأخذ السيوف والدروع، وقال: هذه وديعة كان أودعها مضاض الجرهمي بن الحارث بن عمرو بن مضاض، والحارث الذي يقول: (شعر) (3):
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا (4) * أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا * صروف الليالي والجدود العواثر (5) ويمنعنا من كل فج نريده * أقب كسرحان الاباءة ضامر وكل لجوج في الجراء طمرة * كعجزاء فتحاء الجناحين كاسر

(1) القليب: البئر:
(2) الأصول 2: 162 و 163.
(3) المصدر خال عن لفظة: شعر. ونسب ابن هشام الاشعار إلى عمرو بن الحارث [بن عمرو] بن مضاض.
(4) أولها: وقائلة والدمع سكب مبادر * وقد شرقت بالدمع منها المحاجر والحجون بفتح الحاء: موضع بأعلى مكة. وسمر: تحدث ليلا.
بعده: فقلت لها والقلب منى كأنما * يلجلجه بين الجناحين طائر يلجلجه: يحركه ويديره.
(5) صروف الليالي: شدائدها ونوائبها. والجدود جمع الجد: الحظ والبخت. ويقال عثر جده أي تعس وهلك، والجدود العواثر: الحظوظ المهلكات والبخت النحس المتعس.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست