بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٥٦
ويقال: رجل بر سر أي يبر ويسر. والحالك: الأسود الشديد السواد. والدكداك من الرمل: ما التبد منه بالأرض ولم يرتفع. والشيظم: الطويل الجسم. والغروب:
مجاري الدمع. والخيم بالكسر: السجية والطبيعة لا واحد له من لفظه.
81 - العدد: لما ماتت آمنة ضم عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى نفسه وكان يرق عليه ويحبه ويقربه إليه ويدنيه، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يوما " يلعب مع الغلمان حتى بلغ الردم (1) فرآه قوم من بني مدلج (2) فدعوه فنظروا إلى قدميه وإلى أثره، ثم خرجوا في أثره فصادفوا عبد المطلب قد اعتنقه، فقالوا له: ما هذا منك؟ قال: ابني، قالوا:
احتفظ به فإنا لم نر قدما " أشبه بالقدم التي في المقام منه، فقال عبد المطلب لأبي طالب:
اسمع ما يقول هذا، فكان أبو طالب يحتفظ به (3).
82 - روى كميل بن سعيد، عن أبيه قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت وهو يرتجز ويقول:
يا رب رد راكبي محمدا " * رد إلي واصطنع عندي يدا " قال: فقلت: من هذا؟ قيل: هو عبد المطلب بن هاشم، ذهبت إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها، وقد احتبس عليه، قال: فما برحت أن جاء النبي صلى الله عليه وآله وجاء بالإبل، فقال له: يا بني قد حزنت عليك حزنا " لا يفارقني أبدا ".
وتوفي عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وآله له ثمان سنين وشهران وعشرة أيام، وكان خلف جنازته يبكي حتى دفن بالحجون (4)، فكفله أبو طالب عمه وكان أخا عبد الله لأبيه وأمه (5).

(1) الردم: السد، وقيل: الحاجز الحصين أكبر من السد: ومنه الردم بمكة، وهو حاجز يمنع السيل عن البيت المحرم ويعبر عنه الان بالمدعى قاله الطريحي في المجمع، وقال ياقوت:
ردم بنى جمح بمكة.
(2) أي من بنى مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة، كان منهم من اختص بعلم القيافة، وهو إصابة الفراسة في معرفة الأشياء في الأولاد والقرابات ومعرفة الآثار.
(3) العدد: مخطوط.
(4) الحجون: جبل بأعلى مكة فيه مدافن أهلها.
(5) العدد: مخطوط.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست