بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٤٥
77 - الخرائج: من معجزات النبي صلى الله عليه وآله أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب لأبرهة وقد حضره بعد أن عظم شأنه لسؤاله بعيره: إن لهذا البيت ربا " يمنعه، ثم رجع إلى أهل مكة فدعا عبد المطلب على أبي قبيس وأهل مكة قد صعدوا وتركوا مكة، ثم قال لأبي طالب (1): اخرج وانظر ماذا ترى في السماء، فرجع قال: طيورا " لم تكن في ولايتنا، وقد أخبره سيف بن ذي يزن وغيره به، فأرسل الله عليهم طيرا " أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها (2).
78 - مناقب ابن شهرآشوب: لما قصد أبرهة بن الصباح لهدم الكعبة أتاه عبد المطلب ليسترد منه إبله، فقال: تعلمني في مأة بعير، وتترك دينك ودين آبائك وقد جئت لهدمه؟ فقال عبد المطلب: أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا " سيمنعه منك، فرد إليه إبله، فانصرف إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأخذ بحلقة الباب قائلا ":
يا رب لا أرجو لهم سواكا * يا رب فامنع منهم حماكا إن عدو البيت من عاداكا * أمنعهم أن يخربوا قراكا وله أيضا ":
لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك * لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدوا " محالك فانجلى نوره على الكعبة فقال لقومه: انصرفوا، فوالله ما انجلى من جبيني هذا النور إلا ظفرت، والآن قد انجلى عنه، وسجد الفيل له، فقال للفيل: يا محمود، فحرك الفيل رأسه، فقال له: تدري لم جاءوا بك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال: جاءوا بك لتهدم بيت ربك، أفتراك فاعل ذلك؟ فقال الفيل برأسه: لا (3).
بيان: المحال بالكسر: الكيد والقوة.

(١) يخالف ما مر من أنه كان عبد الله.
(٢) لم نجده في الخرائج المطبوع: والظاهر كما استفدنا من مواضع من بحار الأنوار أن نسخة الخرائج التي كانت عند المصنف كانت أكمل من المطبوع، ولعلها كانت مطابقة للنسخة التي ذكر الطهراني في الذريعة: أنها تخالف المطبوع وأنها موجودة في مكتبة سلطان العلماء.
(٣) مناقب آل أبي طالب ١: ١٨ و 19.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست