بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٤٠
الترجمان فقال: قل له: عجبا " لقوم سودوك ورءسوك (1) عليهم حيث تسألني في عير لك وقد جئت لأهدم شرفك ومجدك، ولو سألتني الرجوع عنه لفعلت (2)، فقال: أيها الملك إن هذه العير لي وأنا ربها، فسألتك إطلاقها، وإن لهذه البنية ربا يدفع عنها، قال:
فإني عاد (3) لهدمها حتى أنظر ماذا يفعل، فلما انصرف عبد المطلب رحل أبرهة بجيشه فإذا هاتف يهتف في السحر الأكبر: يا أهل مكة أتاكم أهل عكة بجحفل جرار يملا الاندار ملا الجفار، فعليهم لعنة الجبار، فأنشأ عبد المطلب يقول شعر (4).
أيها الداعي لقد أسمعتني * كل ما قلت وما بي من صمم إن للبيت لربا " مانعا " * من يرده بأثام يصطلم رامه تبع في أجناده * حمير والحي من آل إرم هلكت بالبغي فيهم جرهم * بعد طسم وحديس (5) وجشم وكذاك الامر فيمن كاده * ليس أمر الله بالامر الأمم نحن آل الله فيما قد خلا * لم يزل ذاك على عهد إبرهم (6) نعرف الله وفينا شيمة * صلة الرحم ونوفي بالذمم لم يزل لله فينا حجة * يدفع الله بها عنها (7) النقم ولنا في كل دور كرة * نعرف الدين وطورا في العجم

(1) أي جعلوك رئيسا.
(2) فيه تفرد وغرابة.
(3) في نسخة مخطوطة عندي: غاد.
(4) هكذا في النسخ، والظاهر أنه خبر لمبتدأ محذوف أي هذا شعر، وأيها الداعي مقول لقوله يقول. أو هو مصحف شعرا، والمصدر خال عنه.
(5) هكذا في النسخ، وفي المصدر جديس بالجيم وهو الصحيح وجديس كشريف: قبيلة من العرب العاربة البائدة، كانت مساكنهم اليمامة وقال في العبر: كانت مساكنهم بالبحرين وكان يجاورهم في مساكنهم طسم، وطسم: قبيلة من العاربة، وهم بنو طسم بن لاود بن سام بن نوح، وذكر الجوهري أنهم من عاد، وكانت منازلهم الأحقاف من اليمن مع جديس، وذكر في العبر: أن ديارهم كانت اليمامة، وقد انقرضت. وجشم يطلق على بطون. راجع نهاية الإرب للقلقشندي.
(6) مخفف إبراهيم.
(7) عنا خ ل.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست