بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٢٥
مضت من ملك كسرى أنوشروان، فبلغ سبع عشرة سنة، ثم تزوج آمنة، فلما حملت برسول الله صلى الله عليه وآله توفي، وذلك أن عبد الله بن عبد المطلب خرج إلى الشام (1) في عير من عيرات قريش، يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا، فمروا بالمدينة وعبد الله بن عبد المطلب يومئذ مريض، فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار، فأقام عندهم مريضا " شهرا "، ومضى أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن عبد الله، فقالوا خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار وهو مريض، فبعث إليه عبد المطلب أعظم ولده (2) الحارث فوجده قد توفي في دار النابغة (3)، فرجع إلى أبيه فأخبره، فوجد (4) عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته وجدا " شديدا "، ورسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ حمل، ولعبد الله يوم توفي خمس وعشرون سنة.
وروي أنه توفي بعد ما أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانية وعشرون شهرا "، ويقال:
سبعة أشهر، والأول أصح.
قال الواقدي: ترك عبد الله أم أيمن وخمسة جمال أوراك، يعني قد أكلت الأراك، وقطيعة غنم، فورث رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت أم أيمن تحضنه واسمها بركة (5).
64 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال:
أنشدني الرضا عليه السلام لعبد المطلب شعر (6):
يعيب الناس كلهم زمانا * وما لزماننا عيب سوانا نعيب زماننا والعيب فينا * ولو نطق الزمان بناهجانا (7)

(1) في المصدر زاد: إلى غزة.
(2) في المصدر: أكبر ولده.
(3) في المصدر زيادة هي: وهو رجل من بنى عدى بن النجار في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك، فأخبره أخواله بمرضه وبقيامهم عليه، وما ولوا من أمره وانهم قبروه، فرجع اه‍.
(4) أي حزن، (5) المنتقى في مولود المصطفى: الفصل الخامس من الباب الثامن من القسم الأول.
(6) هكذا في نسخة المصنف، والصحيح: شعرا كما في المصدر.
(7) بها خ ل.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست