بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ١٠
عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته، ثم تكلم بكلمة فصارت نورا "، ثم خلق من ذلك النور محمدا " صلى الله عليه وآله وخلقني وذريتي، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا "، فأسكنه الله في ذلك النور، وأسكنه في أبداننا، فنحن روح الله وكلماته، وبنا احتجب عن خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه قبل أن يخلق الخلق. الخبر. (1) 11 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: عن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في كتابه مصباح الأنوار (2) بإسناده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن و الحسين قبل أن يخلق آدم عليه السلام حين لا سماء مبنية، ولا أرض مدحية، ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار، فقال العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟
فقال: يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا "، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا "، ثم مزج النور بالروح، فخلقني وخلق عليا " وفاطمة والحسن والحسين، فكنا نسبحه حين لا تسبيح، ونقدسه حين لا تقديس، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري، ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي، ونور علي من نور الله، وعلي أفضل من الملائكة، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابنتي فاطمة من نور الله، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن، ونور الحسن من نور الله، والحسن أفضل من الشمس

(١) كنز جامع الفوائد مخطوط.
(٢) قال المصنف في الهامش: وجدته في المصباح لكنه ليس من الشيخ كما مر في الفهرست انتهى. قلت: ذكر في الفصل الأول من مقدمة الكتاب أنه للشيخ هاشم بن محمد، وقد ينسب إلى شيخ الطائفة وهو خطأ، وكثيرا ما يروى عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي وهو متأخر عن الشيخ بمراتب. راجع ج 1: 21 قلت: كان الشيخ شاذان في القرن السادس، لأنه ألف كتابه إزاحة العلة في سنة 558.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست