بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٣٦٨
في الأمة آخر الزمان (1) ليظهره عليها، يبعث الله نبيا أميا من العرب فيذل الله له الأمم والأديان كما رأيت الحجر ظهر على الأرض فانتثر فيها. (2) فقال بخت نصر: ما لأحد عندي يد أعظم من يدك، وأنا أريد أن أجزيك، إن أحببت أن أردك إلى بلادك وأعمرها لك، وإن أحببت أن تقيم معي فأكرمك؟ فقال دانيال عليه السلام: أما بلادي أرض كتب الله عليها الخراب إلى وقت، والإقامة معك أوثق لي، فجمع بخت نصر ولده وأهل بيته وخدمه وقال لهم: هذا رجل حكيم قد فرج الله به عني كربة قد عجزتم عنها، وقد وليته أمركم وأمري، يا بني خذوا من علمه، وإن جاءكم رسولان أحدهما لي والآخر له فأجيبوا دانيال قبلي، فكان لا يقطع أمرا دونه، و لما رأوا قوم بخت نصر ذلك حسدوا دانيال، ثم اجتمعوا إليه وقالوا: كانت لك الأرض ويزعم عدونا أنك أنكرت عقلك، قال: إني أستعين برأي هذا الإسرائيلي لاصلاح أمركم فإن ربه يطلعه عليه، قالوا: نتخذ إلها يكفيك ما أهمك وتستغني عن دانيال فقال: أنتم وذاك، فعملوا صنما عظيما وصنعوا عيدا وذبحوا له، وأوقدوا نارا عظيمة كنار نمرود ودعوا الناس بالسجود لذلك الصنم فمن لم يسجد له ألقي فيها.
وكان مع دانيال عليه السلام أربعة فتية من بني إسرائيل: يوشال ويوحين وعيصوا ومريوس، وكانوا مخلصين موحدين، فأتي بهم ليسجدوا للصنم، فقالت الفتية: هذا ليس بإله، ولكن خشبة صماء عملها الرجال، فإن شئتم أن نسجد للذي خلقها فعلنا، فكتفوهم ثم رموا بهم في النار، فلما أصبحوا طلع عليهم بخت نصر فوق قصر فإذا معهم خامس وإذا بالنار قد عادت جليدا (1) فامتلأ رعبا، فدعا دانيال عليه السلام فسأله عنهم فقال: أما الفتية فعلى ديني يعبدون إلهي ولذلك أجارهم والخامس بحر البرد، (4) أرسله الله تعالى جلت عظمته إلى هؤلاء نصرة لهم، فأمر بخت نصر فأخرجوا فقال لهم: كيف بتم؟ قالوا:

(1) هكذا في نسخ. وفي نسخة: هذه الأمة، ولعل الصحيح: فدين يفقد الله به هذه الأمة في آخر الزمان.
(2) ذكر الثعلبي في العرائس النوم وتعبيره على كيفية أخرى فراجعه.
(3) الجليد: ما يجمد على الأرض من الماء.
(4) هكذا في النسخ، وفي هامش المطبوع حكى عن نسخة: ملك البرد.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 19
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 33
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 49
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 65
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 85
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 90
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 98
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 109
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 130
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 135
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 143
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 148
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 161
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 163
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 191
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 206
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 230
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 270
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 272
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 283
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 334
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 335
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 345
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 351
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 379
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 407
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 438
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 445
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 448
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 451
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 486
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 513