7 - قصص الأنبياء: بالاسناد المذكور عن وهب بن منبه أنه لما انطلق بخت نصر بالسبي والأسارى من بني إسرائيل وفيهم دانيال وعزير عليهما السلام وورد أرض بابل اتخذ بني إسرائيل خولا، ولبث سبع سنين، ثم إنه رأى رؤيا عظيما امتلأ منها رعبا ونسيها، فجمع قومه وقال: تخبرون بتأويل رؤياي المنسية إلى ثلاثة أيام وإلا صلبتكم، وبلغ دانيال ذلك من شأن الرؤيا وكان في السجن، فقال لصاحب السجن: إنك أحسنت صحبتي، فهل لك أن تخبر الملك أن عندي علم رؤياه وتأويله؟ فخرج صاحب السجن وذكر لبخت نصر فدعا به، وكان لا يقف بين يديه أحد إلا سجد له، فلما طال قيام دانيال وهو لا يسجد له قال للحرس: أخرجوا واتركوه، فخرجوا فقال: يا دانيال ما منعك أن تسجد لي؟ فقال: إن لي ربا آتاني هذا العلم على أني لا أسجد لغيره، فلو سجدت لك انسلخ عني العلم، فلم تنتفع بي، فتركت السجود نظرا إلى ذلك، قال بخت نصر: وفيت لإلهك فصرت آمنا مني، فهل لك علم بهذه الرؤيا؟ قال: نعم، رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أعلاه من ذهب، ووسطه من فضة، وأسفله من نحاس، وساقاه من حديد، و رجلاه من فخار، فبينا أنت تنظر إليه وقد أعجبك حسنه وعظمه وإحكام صنعته والأصناف التي ركبت فيه إذ قذفه ملك بحجر من السماء، فوقع على رأسه فدقه حتى طحنه، فاختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده وفخاره حتى خيل لك أنه لو اجتمع الجن و الانس على أن يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا، وحتى خيل لك أنه لو هبت أدنى ريح لذرته لشدة ما انطحن، ثم نظرت إلى الحجر الذي قذف به يعظم فينتثر حتى ملا الأرض كلها، فصرت لا ترى إلا السماء والحجر، قال بخت نصر: صدقت، هذه الرؤيا التي رأيتها فما تأويلها؟ قال دانيال عليه السلام: أما الصنم الذي رأيت فإنها أمم تكون في أول الزمان وأوسطه وآخره، وأما الذهب فهو هذا الزمان وهذه الأمة التي أنت فيها وأنت ملكها، وأما الفضة فإنه يكون ابنك يليها من بعدك، وأما النحاس فأمة الروم، وأما الحديد فأمة فارس، وأما الفخار فأمتان تملكهما امرأتان: إحداهما في شرقي اليمن، وأخرى في غربي الشام، أما الحجر الذي قذف به الصنم فدين يفقده الله به هذه
(٣٦٧)