بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٣٦٥
من باب المدينة، ثم إن بني إسرائيل تغيروا فما برحوا حتى كر عليهم، وذلك قوله تعالى: " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم " فأخبرهم أرميا عليه السلام أن بخت نصر يتهيأ للمسير إليكم، وقد غضب الله عليكم، وأن الله تعالى جلت عظمته يستتيبكم لصلاح آبائكم ويقول: هل وجدتم أحدا عصاني فسعد بمعصيتي؟ أم هل علمتم أحدا أطاعني فشقي بطاعتي؟ وأما أحباركم ورهبانكم فاتخذوا عبادي خولا يحكمون فيهم بغير كتابي حتى أنسوهم ذكري، وأما ملوككم وأمراؤكم فبطروا نعمتي، وغرتهم الحياة الدنيا وأما قراؤكم وفقهاؤكم فهم منقادون للملوك يبايعونهم على البدع ويطيعونهم في معصيتي وأما الأولاد فيخوضون مع الخائضين، وفي كل ذلك ألبسهم العافية (1) فلأبدلنهم بالعز ذلا، وبالأمن خوفا، إن دعوني لم أجبهم، وإن بكوا لم أرحمهم.
فلما بلغهم ذلك نبيهم كذبوه وقالوا: لقد أعظمت الفرية على الله، تزعم أن الله معطل مساجده من عبادته! فقيدوه وسجنوه، فأقبل بخت نصر وحاصرهم سبعة أشهر حتى أكلوا خلاهم، وشربوا أبوالهم، ثم بطش بهم بطش الجبارين بالقتل والصلب والاحراق وجذع الأنوف ونزع الألسن والأنياب ووقف النساء، فقيل له: إن لهم صاحبا كان يحذرهم بما أصابهم فاتهموه وسجنوه، فأمر بخت نصر فأخرج من السجن، فقال له:
أكنت تحذر هؤلاء؟ قال: نعم، قال: وأنى علمت ذلك؟ قال: أرسلني الله به إليهم، قال فكذبوك وضربوك؟ قال: نعم، قال: لبئس القوم قوم ضربوا نبيهم وكذبوا رسالة ربهم، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك، وإن أحببت أن تقيم في بلادك آمنتك؟ قال أرميا عليه السلام:
إني لم أزل في أمان الله منذ كنت لم أخرج منه، ولو أن بني إسرائيل لم يخرجوا من أمانه لم يخافوك، فأقام أرميا عليه السلام مكانه بأرض إيليا (2) وهي حينئذ خراب قد هدم بعضها، فلما سمع به من بقي من بني إسرائيل اجتمعوا إليه فقالوا: عرفنا أنك نبينا فانصح لنا، فأمرهم أن يقيموا معه، فقالوا: ننطلق إلى ملك مصر نستجير، فقال أرميا عليه السلام: إن ذمة الله أوفى الذمم، فانطلقوا إلى مصر وتركوا أرميا، فقال لهم الملك: أنتم في ذمتي،

(1) لعله مصحف " ألبستهم العافية ".
(2) ايلياء بالمد والقصر - وقيل فيه لغة ثالثة حذف الياء الأولى -: اسم مدينة بيت المقدس.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 19
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 33
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 49
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 65
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 85
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 90
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 98
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 109
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 130
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 135
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 143
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 148
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 161
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 163
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 191
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 206
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 230
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 270
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 272
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 283
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 334
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 335
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 345
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 351
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 379
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 407
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 438
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 445
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 448
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 451
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 486
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 513