بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٤ - الصفحة ٢٢٧
وقيل: إن تلك النخلة كانت برنية، (1) وقيل: كانت عجوة (2) وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام " فكلي واشربي " أي كلي يا مريم من هذا الرطب، واشربي من هذا الماء " وقري عينا " جاء في التفسير: وطيبي نفسا، وقيل: معناه: لتبرد عينك سرورا بهذا الولد الذي ترين، لان دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة، وقيل: معناه: لتسكن عينك سكون سرور برؤيتك ما تحبين " فإما ترين من البشر أحدا " فسألك عن ولدك " فقولي إني نذرت للرحمن صوما " أي صمتا، عن ابن عباس، والمعنى: أوجبت على نفسي لله أن لا أتكلم، وقيل صوما، أي إمساكا عن الطعام والشراب والكلام، عن قتادة، وإنما أمرت بالصمت ليكفيها الكلام ولدها بما يبرئ ساحتها (3) عن ابن مسعود وابن زيد ووهب، وقيل: كان في بني إسرائيل من أراد أن يجتهد صام عن الكلام كما يصوم عن الطعام فلا يتكلم الصائم حتى يمسي، يدل على هذا قوله: " فلن أكلم اليوم إنسيا " أي إني صائمة فلا أكلم اليوم أحدا، وكان قد أذن لها أن تتكلم بهذا القدر ثم تسكت ولا تتكلم بشئ آخر، عن السدي، وقيل: كان الله تعالى أمرها أن تنذر لله الصمت، وإذا كلمها أحد تؤمي بأنها نذرت صمتا، لأنه لا يجوز أن يأمرها بأن تخبر بأنها نذرت ولم تنذر لان ذلك كذب عن الجبائي " فأتت به قومها تحمله " أي فأتت مريم بعيسى حاملة له، وذلك أنها لفته في خرقة وحملته إلى قومها " قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا " أي أمرا عظيما بديعا، إذ لم تلد أنثى قبلك من غير رجل، عن قتادة ومجاهد والسدي، وقيل: أمرا قبيحا منكرا من الافتراء وهو الكذب، عن الجبائي.
" يا أخت هارون " قيل فيه أقوال: أحدها أن هارون كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح، عن ابن عباس وقتادة وكعب وابن زيد، والمغيرة بن شعبة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وقيل: إنه لما مات شيع جنازته أربعون ألفا كلهم يسمى هارون، فقولهم: " يا أخت هارون " معناه: يا شبيهة هارون في الصلاح ما كان هذا معروفا منك.

(1) قال الفيروزآبادي: البرني: تمر، معرب أصله برنيك أي الحمل الجيد. وقال غيره:
نوع من أجود التمر.
(2) العجوة: التمر المحشى. وتمر بالمدينة. وهي ضرب من أجود التمر.
(3) في المصدر: بما يبرئ به ساحتها.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 عمر داود عليه السلام ووفاته وفضائله وما أعطاه الله ومنحه، وعلل تسميته وكيفية حكمه وقضائه، وفيه 29 حديثا. 1
3 باب 2 قصة داود عليه السلام واوريا، وما صدر عنه من ترك الأولى، وما جرى بينه وبين حزقيل عليهما السلام، وفيه ثمانية أحاديث. 19
4 باب 3 ما أوحي إلى داود عليه السلام وصدر عنه من الحكم، وفيه 33 حديثا. 33
5 باب 4 قصة أصحاب السبت، وفيه 15 حديثا. 49
6 باب 5 فضل سليمان بن داود ومكارم أخلاقه وجمل أحواله عليه السلام، وفيه 29 حديثا 65
7 باب 6 معنى قول سليمان عليه السلام: (رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وفيه حديثان. 85
8 باب 7 قصة مرور سليمان عليه السلام بوادي النمل وتكلمه معها، وسائر ما وصل إليه من أصوات الحيوانات، وفيه أربعة أحاديث. 90
9 باب 8 تفسير قوله تعالى: (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) وقوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) وفيه حديث. 98
10 باب 9 قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس، وفيه 14 حديثا. 109
11 باب 10 ما أوحي إلى سليمان عليه السلام وصدر عنة من الحكم، وفيه قصة نقش الغنم، وفيه تسعة أحاديث. 130
12 باب 11 وفاة سليمان عليه السلام وما كان بعده، وفيه تسعة أحاديث. 135
13 باب 12 قصة قوم سبأ وأهل الثرثار، وفيه ثلاثة أحاديث. 143
14 باب 13 قصة أصحاب الرس وحنظلة، وفيه سبعة أحاديث. 148
15 باب 14 قصة شعيا وحيقوق عليهما السلام، وفيه ثلاثة أحاديث. 161
16 باب 15 قصص زكريا ويحيى عليهما السلام، وفيه 42 حديثا. 163
17 باب 16 قصص مريم وولادتها وبعض أحوالها وأحوال أبيها عمران، وفيه 23 حديثا. 191
18 باب 17 ولادة عيسى عليه السلام، وفيه 32 حديثا. 206
19 باب 18 فضل عيسى عليه السلام ورفعة شأنه ومعجزاته وتبليغه ومدة عمره ونقش خاتمه وجمل أحواله، وفيه 56 حديثا. 230
20 باب 19 ما جرى بين عيسى عليه السلام وبين إبليس لعنه الله، وفيه أربعة أحاديث 270
21 باب 20 حواري عيسى وأصحابه، وأنهم لم سموا حواريين، وأنه لم سمي النصارى نصارى، وفيه 21 حديثا. 272
22 باب 21 مواعظ عيسى عليه السلام وحكمه وما أوحي إليه، وفيه 72 حديثا. 283
23 باب 22 تفسير الناقوس، وفيه حديث. 334
24 باب 23 رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وفيه 15 حديثا. 335
25 باب 24 ما حدث بعد رفع عيسى عليه السلام وزمان الفترة بعده، ونزوله من السماء، وقصص وصيه شمعون بن حمون الصفا، وفيه 13 حديثا. 345
26 باب 25 قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر، وفيه 25 حديثا. 351
27 باب 26 قصص يونس عليه السلام وأبيه متى، وفيه 17 حديثا. 379
28 باب 27 قصة أصحاب الكهف والرقيم، وفيه 15 حديثا. 407
29 باب 28 قصة أصحاب الأخدود، وفيه خمسة أحاديث. 438
30 باب 29 قصة جرجيس عليه السلام، وفيه حديث. 445
31 باب 30 قصة خالد بن سنان العبسي عليه السلام، وفيه أربعة أحاديث. 448
32 باب 31 ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء وبعض نوادر أحوالهم وأحوال أممهم، وفيه ذكر نبي المجوس، وفيه 39 حديثا. 451
33 باب 32 نوادر أخبار بني إسرائيل، وفيه 39 حديثا. 486
34 باب 33 بعض أحوال ملوك الأرض، وفيه ستة أحاديث. 513