بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٢٤
قدر الله وأداء الأمانة، وصدق الحديث، والصمت عما لا يعنيني، وقيل: إنه كان ابن أخت أيوب، عن وهب، وقيل: كان ابن خالة أيوب، عن مقاتل، وروي عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: حقا أقول، له يكن لقمان نبيا ولكنه كان عبدا كثير التفكر، حسن اليقين أحب الله فأحبه ومن عليه بالحكمة، كان نائما نصف النهار إذ جاء نداء: (1) يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة؟ ثم ذكر نحوا مما مر في خبر حماد، (2) ثم قال: ذكر أن مولى لقمان دعاه فقال: اذبح شاة فأتني بأطيب مضغتين منها، فأتاه (3) بالقلب واللسان، فسأله عن ذلك فقال: إنهما أطيب شئ إذا طابا وأخبث شئ إذا خبثا.
وقيل: إن مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان: إن طول الجلوس على الحاجة يفجع منه الكبد، (4) ويورث الباسور، ويصعد الحرارة إلى الرأس، فاجلس هونا، وقم هونا، (5) قال: فكتب حكمته على باب الحش. (6) قال عبد الله بن دينار: قدم لقمان من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال: ما فعل أبي؟
قال: مات، قال: ملكت أمري، قال: ما فعلت امرأتي؟ قال: ماتت، قال: جدد فراشي، قال: ما فعلت أختي؟ قال: ماتت، قال: سترت عورتي، قال: ما فعل أخي؟ قال:
مات، قال: انقطع ظهري.

(1) في المصدر: إذ جاءه نداء.
(2) المتقدم في أول الباب.
(3) قال المصنف في هامش الكتاب: كأن سقط هنا شئ، إذ روى البيضاوي والثعلبي وغيرهما أنه أمره بعد أيام بأن يذبح شاة ويأتي بأخبث مضغتين منها، فأتى بهما أيضا، فسأل عن ذلك فأجاب بما في المتن انتهى. قلت: السقط من نسخة المصنف، والا فالموجود في المصدر تمام، وهو هكذا: فذبح شاة وأتاه بالقلب واللسان ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام وأن يخرط منها أخبث مضغتين، فاخرج القلب واللسان، فسأله عن ذلك إه‍ ولعل يخرط مصحف يأتي.
(4) أي يوجع الكبد.
(5) يقال: أحبب حبيبك هونا ما أي أحببه حبا مقتصدا لا افراط فيه. والهون: السكينة والوقار والحقير، ولعل المراد هنا اما الجلوس القليل، أو الجلوس المقتصد.
(6) الحش مثلثة: المخرج، وأصله بمعنى البستان، سمى بذلك لأنهم كانوا يقضون حاجتهم في البساتين.
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435