وتعرض لمعروف ربك، وجدد التوبة في قلبك، وأكمش في فراقك (1) قبل أن يقصد قصدك ويقضي قضاؤك ويحال بينك وبين ما تريد. (2) 20 - الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عمن ذكره رفعه قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني لا تقرب (3) فيكون أبعد لك، و لا تبعد فتهان، كل دابه تحب مثلها وابن آدم لا يحب مثله؟! ولا تنشر بزك إلا عند باغيه، كما ليس بين الذئب والكبش خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة، من يقترب من الزفت يعلق به بعضه، كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب المراء يشتم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن لا يملك لسانه يندم. (4) 21 - تنبيه الخاطر. قال لقمان: لان يضر بك الحكيم فيؤذيك خير من أن يدهنك الجاهل بدهن طيب. (5) وقيل للقمان: ألست عبد آل فلان؟ قال: بلى، قيل: فما بلغ بك ما نرى؟ قال:
صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي مالا يعنيني، وغضي بصري، وكفي لساني، وعفتي في طعمتي، فمن نقص عن هذا فهو دوني، ومن زاد عليه فهو فوقي، ومن عمله فهو مثلي. وقال: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة، ولا تشمت بالموت، ولا تسخر بالمبتلى، ولا تمنع المعروف. يا بني كن أمينا تعش غنيا. يا بني اتخذ تقوى الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة، وإذا أخطأت خطيئة فابعث في أثرها صدقة تطفئها. يا بني إن الموعظة تشق على السفيه كما يشق الصعود على الشيخ الكبير. يا بني لا ترث (6) لمن ظلمته، ولكن ارث لسوء ما جنيته على نفسك، وإذا دعتك القدرة إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله عليك. يا بني تعلم من العلماء ما جهلت، وعلم الناس ما علمت. (7)