قال: قال لقمان لابنه: يا بني اتخذ ألف صديق وألف قليل، ولا تتخذ عدوا واحدا والواحد كثير، فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
تكثر من الاخوان ما اسطعت إنهم * عماد إذا ما استنجدوا وظهور (1) وليس كثيرا ألف خل وصاحب * وإن عدوا واحدا لكثير (2) 5 - الخصال: أبي، عن سعد، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له:
يا بني ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق أن الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، إن الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة، أما أول ذلك فإنه كان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقا من لبن أمه يكفيه به ويربيه وينعشه (3) من غير حول به ولا قوة، ثم فطم (4) من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة، حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله، وقتر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق، وسوء يقين بالخلف (5) من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا يا بني. (6) قصص الأنبياء: مرسلا مثله. (7) بيان: لا يملكان غير ذلك أي لا يستطيعان ترك ذلك لما جبلهما الله عليه من حبه